هل حسم برشلونة الصراع على لقب الليغا؟

هل حسمت بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم؟ هذا هو السؤال الذي يتردد باستمرار على جميع المستويات في الكرة العالمية، رغم أن المسابقة الإسبانية لم تصل حتى إلى الثلث الأول منها، حيث لا تزال هناك 26 مرحلة متبقية.

وبدون شك نجح برشلونة في التفوق مبكرا على غريمه التاريخي، ومنافسه الأول ريال مدريد، حيث اتسع الفارق بينهما إلى 10 نقاط بعد سقوط الأخير في فخ التعادل مع مضيفه أتلتيكو مدريد يوم السبت الماضي، في ديربي العاصمة الإسبانية.

هذا بالإضافة إلى ابتعاد إشبيلية بـ 12 نقطة كاملة عن الفريق الكتالوني المتصدر، فيما يبقى فالنسيا الفريق الوحيد الذي يستطيع مزاحمة برشلونة على الصدارة، بعدما قلص الفارق معه إلى 4 نقاط فقط بعد فوزه 2 ـ 0 على إسبانيول، في مباراته الأخيرة بالدوري الإسباني “الليجا”.

وتشير هذه الأرقام إلى حقيقة واحدة مطلقة، وهي أن الليجا حسمت فعليا بنسبة كبيرة لصالح أبناء كتالونيا، ولكن كرة القدم تحمل من الأسباب والدوافع التي تجعلنا لا نستبعد حدوث العكس.

وفيما يلي نسلط الضوء على الأسباب الدافعة للاعتقاد بأن الليجا حسمت فعليا لبرشلونة، وعلى تلك الأسباب التي تجعلنا نعتقد إمكانية حدوث النقيض:

أولا: الأسباب التي تدفع البعض للاعتقاد في أن برشلونة حسم اللقب لصالحه:

بجانب الإحصائيات التاريخية التي تقف في صف برشلونة، فقد أظهر الفريق الكتالوني قوة وصلابة في مبارياته في البطولة، حيث تألق في الفترة الماضية بشكل واضح، وذلك من بعد سقوطه المروع في بطولة كأس السوبر الإسباني أمام ريال مدريد في أغسطس الماضي.

ولم يخسر برشلونة أي من مبارياته الـ 17 التي خاضها هذا الموسم في جميع البطولات، فقد فاز لاعبو المدير الفني إرنستو فالفيردي في 11 من أصل 12 مباراة لعبوها في الليجا، وتعادلوا في مباراة واحدة أمام أتلتيكو مدريد.

وفي دوري أبطال أوروبا حقق النادي الكتالوني ثلاثة انتصارات وتعادلا وحيدا، أما فيما يخص بطولة كأس الملك ففاز الفريق بمباراته الوحيدة التي خاضها في هذه المسابقة.

إذا نجح برشلونة في الحفاظ على معدله التهديفي الحالي، فسيكون من الصعب إهداره للعديد من النقاط فيما تبقى من عمر الليجا.

ورغم خسارته للنجم البرازيلي نيمار، وتذبذب المستوى الذي يعانيه مهاجمه لويس سواريز، سجل برشلونة 33 هدفا في الليجا، بواقع 2.75 هدف في كل مباراة، فيما استقبلت شباكه أربعة أهداف فقط.

ويتمتع الألماني مارك أندريه تيرشتيجن بأفضل حالاته في الوقت الراهن، كما هو الحال مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي سجل 12 هدفا هذا الموسم في مباريات الليجا.

معاناة ريال مدريد وجاره أتلتيكو مدريد من عقم تهديفي واضح، رغم النجوم الذين يعج بهم خطوطهما الهجومية، أمر يصب في صالح برشلونة.

 ولم يسجل البرتغالي كريستيانو رونالدو، الفائز بجائزة اللاعب الأفضل في العالم في الموسم الماضي، سوى هدف واحد، كما سجل زميله الفرنسي كريم بنزيما هدفا واحدا أيضا، فيما أحرز المصاب جاريث بيل هدفين.

وهكذا لم يتمكن ثلاثي ريال مدريد الهجومي (بي بي سي) من تجاوز رصيد النجم البرازيلي باولينيو، لاعب وسط برشلونة، الذي سجل أربعة أهداف.

يضاف إلى هذا تراجع مستوى المهاجم الأبرز في أتلتيكو مدريد، الفرنسي أنطوان جريزمان، الذي لم يسجل منذ 27 سبتمبر الماضي.

وسجل أتلتيكو مدريد هذا الموسم في الليجا 16 هدفا في 12 مباراة، ولكنه في الوقت نفسه حافظ على صلابته الدفاعية، حيث لم تستقبل شباكه سوى ستة أهداف فقط.

ثانيا: أسباب الاعتقاد في أن برشلونة لم يحسم لقب الليجا بعد:

حسابيا لا يعد حسم برشلونة لليجا أمرا ممكنا في هذه المرحلة، حيث لا يزال أمام ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وفالنسيا مباريات كافية من أجل تعويض فارق النقاط.

ويستطيع ريال مدريد تقليص 6 نقاط من الفارق الحالي، إذا نجح في الفوز بمباراتي الكلاسيكو القادمتين، أما فالنسيا فيستطيع تقليص 3 نقاط أخرى إذا ألحق ببرشلونة على ملعبه يوم الأحد المقبل، هزيمته الأولى في الليجا.

في الأسابيع الخمسة المقبلة ينتظر برشلونة في الليجا مباريات من العيار الثقيل، ولن يكون أمرا غريبا إذا فقد فيها بعض النقاط.

ويلتقي برشلونة مع فالنسيا وفياريال وريال مدريد خارج ملعبه، فيما يستقبل سيلتا فيجو وديبورتيفو لاكورونيا في “كامب نو”، وذلك بعد أن يحل ضيفا على يوفنتوس الإيطالي بعد غد الأربعاء في بطولة دوري أبطال أوروبا.

وقال زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد: “10 نقاط عدد كبير، هذا صحيح، ولكن هذا سيتغير لأن برشلونة لن يحصد نقاطا باستمرار”.

أداء برشلونة لم يرض أو يقنع حتى الآن جانب كبير من جماهيره الأكثر تشددا، فتألق الفريق الكتالوني يعتمد بشكل كبير على عبقرية ميسي، وبشكل أقل قليلا على مهارة أندريس إنييستا، فعندما لا يتألق أي منهما يتراجع أداء برشلونة.

ويفتقد برشلونة للتألق والاستمرارية في تقديم أداء ثابت، ففي الكثير من المباريات عانى لاعبوه في تسجيل الأهداف وحسم النتائج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى