أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريرا جديداً كشفت فيه استخدام تنظيم داعش حفرة عميقة في ريف الرقة الشمالي للتخلص من الجثث، مطالبة بانتشال جثامين الضحايا.
وقالت المنظمة في تقريرها الصادر اليوم الاثنين 4 أيار إن تنظيم داعش استخدم حفرة الهوتة شمالي الرقة كموقع للتخلص من جثث الأشخاص الذي اختطفهم أو احتجزهم، مشيرة إلى أن التحقيق الذي أجرته والرحلة بطائرة بدون طيار إلى أسفل الحفرة أظهرا الحاجة إلى أن تقوم السلطات المسيطرة على المكان بتأمين الموقع، واستخراج الرفات البشرية منه، والحفاظ على الأدلة من أجل الإجراءات الجنائية ضد القتلة.
وأشارت المنظمة إلى أن داعش سيطر على المنطقة المحيطة بـ”حفرة الهوتة” من 2013 إلى 2015، وخلال تلك الفترة تم إلقاء الجثث فيها، لكن في الوقت الحالي فإن المنطقة خاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري، وطالبت المنظمة بالحفاظ على الموقع وتحديد هوية المفقودين والتحقيق في وفاتهم.
تضمن تحقيق المنظمة بشأن الهوتة مقابلات مع سكان محليين، ومراجعة لمقاطع فيديو سجّلها داعش، وتحليل لصور ملتقطة بالأقمار الصناعية، وتوجيه طائرة بدون طيار إلى الحفرة الذي يبلغ عمقها 50 متر.
وقالت سارة كيالي، باحثة سوريا في هيومن رايتس ووتش: “حفرة الهوتة، التي كانت ذات يوم موقعا طبيعيا جميلا، أصبحت مكانا للرعب والاقتصاص. فَضْح ما حدث هناك، وفي المقابر الجماعية الأخرى في سوريا، أمر أساسي لتحديد ما حدث لآلاف الأشخاص الذين أعدمهم داعش ومحاسبة قتلتهم”.
وأضاف المنظمة: “يتذكر سكان محليون تهديد عناصر تنظيم داعش لهم بإلقائهم في الهوتة عندما كان التنظيم يسيطر على منطقة الرقة. قال بعضهم إنهم شاهدوا جثثا متناثرة على طول حافة الحفرة. يُظهر مقطع فيديو مُسجَّل من داعش ونُشِر على فيسبوك عام 2014، مجموعة من الرجال يرمون جثتين في الحفرة. تطابقت ملابس الرجلين مع تلك التي يرتديها شخصان يظهران في فيديو آخر يتم إعدامهما من قبل داعش”.
وتابع التحقيق: “كشف استطلاع الهوتة بواسطة طائرة بدون طيار من طراز “باروت أنافي” (ANAFI) عن ست جثث تطفو على سطح المياه في الأسفل. بناء على حالة التحلل، يبدو أن الجثث ألقيت هناك بعد وقت طويل من مغادرة داعش المنطقة. لا تزال هوية هؤلاء الضحايا وأسباب وفاتهم مجهولة”.
وتشير الخرائط الجيولوجية والنموذج الطبوغرافي ثلاثي الأبعاد للهوتة الذي أعِدّ بحسب صور الطائرات بدون طيار إلى أن الحفرة أعمق مما كانت الطائرة قادرة على رؤيته، لذلك من المرجح وجود المزيد من الرفات البشرية تحت سطح المياه.
وكانت هيومن رايتس ووتش وثقت في فبراير/ شباط 2020 قيام داعش باختطاف واحتجاز آلاف الأشخاص أثناء حكمه في سوريا، وإعدام العديد منهم، ومن بين المفقودين نشطاء وعمال إنسانيون وصحفيون ومقاتلون مناهضون لداعش من جماعات مختلفة.