اندلعت صباح اليوم الأربعاء اشتباكات عنيفة في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، بين قوات الأمن العام السوري ومجموعة مسلحة يقودها محسن الهيمد، بعد رفضها تسليم نفسها وسلاحها، وسط تعزيزات عسكرية مكثفة من الجيش السوري لتطويق المنطقة.
عملية أمنية تستهدف مجموعة الهيمد
أفادت مصادر محلية أن قوات الأمن العام فرضت طوقاً أمنياً على الحي الغربي في مدينة الصنمين، حيث تتمركز المجموعة المسلحة، وذلك في إطار حملة أمنية تستهدف ضبط الوضع الأمني في المنطقة، لا سيما بعد تورط المجموعة في عدة جرائم، من بينها الاغتيالات والاتجار بالمخدرات.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد شهدت المدينة خلال الساعات الماضية تصعيداً أمنياً، حيث تعرضت مجموعة مسلحة مكونة من خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة من عناصر الهيمد، لإطلاق نار مساء أمس، ما أسفر عن مقتلهم وإصابة آخرين بينهم طفل. أعقب ذلك فرض حظر تجوال في المدينة، تحسباً لتفاقم التوترات.
تعزيزات عسكرية ومواجهات عنيفة
مع استمرار الاشتباكات، أرسلت وزارة الدفاع تعزيزات تضم دبابات وعربات مدرعة لدعم الحملة الأمنية ضد المجموعة المسلحة. كما استخدمت أسلحة ثقيلة في المواجهات، فيما أكد مصدر أمني أن العملية مستمرة حتى القضاء على البؤر المسلحة واستعادة الاستقرار في المدينة.
من هي مجموعة محسن الهيمد؟
تعد مجموعة الهيمد من التشكيلات المسلحة المحلية التي كانت تنشط سابقاً ضمن فرع الأمن العسكري التابع للنظام السابق، قبل أن تتحول لاحقاً إلى جهة متورطة في انتهاكات واسعة، من بينها القتل والخطف والتنسيق مع تنظيم داعش.
ووفق تحقيقات سابقة، فقد لعبت المجموعة دوراً في تسهيل تنقل قيادات التنظيم بين مدن وبلدات الجنوب السوري، مستغلة الغطاء الأمني الذي وفره لها فرع الأمن العسكري التابع للنظام المخلوع. كما ارتبط اسمها بعمليات تصفية واغتيالات استهدفت مدنيين وعسكريين على حد سواء.
إجراءات لضبط الأمن
منذ سقوط النظام السابق في كانون الأول 2024، أطلقت الإدارة الجديدة في سوريا دعوات لتسليم السلاح وتسوية أوضاع العناصر المسلحة، إلا أن بعض المجموعات، بما فيها مجموعة الهيمد، رفضت الامتثال لهذه الإجراءات، ما استدعى تدخل الأمن العام في عمليات أمنية مكثفة لضبط الوضع في المنطقة.
وأكدت مصادر رسمية أن هذه العملية تأتي ضمن إطار جهود فرض الاستقرار في الجنوب السوري، ومنع انتشار الفوضى والجريمة المنظمة، التي استغلتها بعض المجموعات المسلحة خلال السنوات الماضية.