أخبار سوريةقسم الأخبار

تصعيد أمني في اللاذقية: اشتباكات دامية بين القوات الأمنية وفلول النظام السابق

تشهد محافظة اللاذقية تصعيداً أمنياً غير مسبوق، مع اندلاع مواجهات عنيفة بين القوات الأمنية السورية ومجموعات مسلحة مرتبطة بالنظام المخلوع، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وفق مصادر أمنية وتقارير حقوقية.

اشتباكات واسعة وسقوط قتلى

أفاد مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، بأن مجموعات مسلحة من فلول ميليشيات الأسد نفذت هجمات منظمة على نقاط وحواجز أمنية في منطقة جبلة وريفها، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من عناصر الأمن، إضافة إلى تخريب الممتلكات العامة والخاصة.

وقال كنيفاتي: “استنفرنا قواتنا بشكل كامل، وتمكنا من امتصاص هجومهم في ريف جبلة، ولا تزال الاشتباكات مستمرة معهم داخل المدينة، فيما تم استقدام تعزيزات عسكرية وأمنية كبيرة إلى المنطقة لاستكمال العمليات العسكرية وفرض السيطرة.”

تعزيزات عسكرية وعمليات قصف

على خلفية هذه الاشتباكات، دفعت وزارة الدفاع السورية بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى اللاذقية وريفها، بهدف القضاء على المجموعات المسلحة وإعادة ضبط الأمن في المنطقة، وفق ما أكده مصدر أمني لوكالة “سانا”.

في المقابل، أظهرت فيديوهات نشرت على مواقع التواصل مروحية سورية تنفذ ضربات على مواقع للمسلحين في بيت عانا وأحراشها، تزامناً مع قصف مدفعي مكثف على قرى مجاورة، وسط تحليق مكثف للطائرات المروحية وطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.

هجمات منظمة وخسائر كبيرة

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أسفرت الهجمات والكمائن التي نفذها المسلحون عن مقتل 16 عنصراً أمنياً وإصابة آخرين، في واحدة من أعنف الهجمات التي شهدتها المنطقة منذ إطاحة بشار الأسد في كانون الأول الماضي. كما استهدفت الهجمات دوريات ومقرات أمنية، إضافة إلى اعتداءات على المنشآت الحكومية.

وأشار المرصد إلى أن المواجهات اندلعت في بلدة بيت عانا، معقل العقيد السابق سهيل الحسن، بعد محاولة قوات الأمن توقيف أحد المطلوبين بتهمة تجارة السلاح، ما أدى إلى اشتباكات بين الجانبين، توسعت لاحقاً إلى مناطق واسعة من ريف اللاذقية.

دعوات للاعتصام واحتجاجات شعبية

وسط هذا التصعيد، دعا المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا إلى اعتصامات سلمية يوم الجمعة في اللاذقية وطرطوس وحمص ودمشق، احتجاجاً على تدهور الوضع الأمني في الساحل السوري.

وفي بيان له، ندد المجلس بـ “تعرض منازل المدنيين للقصف الجوي، واعتداءات الجماعات المسلحة على الحواجز الأمنية”، مطالباً بـ “العمل السريع على إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة”.

السلطات تتوعد بحسم المعركة

أكدت وزارة الداخلية السورية أن العمليات الأمنية مستمرة حتى القضاء على المجموعات الخارجة عن القانون، وتعهدت بعدم السماح لأي جهة بزعزعة استقرار البلاد.

وقالت الوزارة في بيان رسمي: “نحن نواجه فلول نظام بائد ارتكب انتهاكات خطيرة بحق الشعب السوري، وسنواصل عملياتنا لاستئصال هذه الجماعات التي تهدد السلم والأمن الوطنيين.”

تحديات أمنية تواجه السلطات الانتقالية

تشكل هذه الأحداث أحد أكبر التحديات التي تواجه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، إذ تسعى الحكومة الجديدة إلى فرض الأمن والاستقرار، في ظل استمرار تهديدات المجموعات الموالية للنظام السابق، التي نفذت عدة هجمات مسلحة خلال الأشهر الماضية.

ويعتبر ضبط الأمن في عموم سوريا ملفاً حساساً في المرحلة الانتقالية، خصوصاً مع استمرار محاولات بعض المجموعات المسلحة زعزعة الاستقرار، ما يضع الحكومة أمام تحديات كبيرة لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وإحكام السيطرة على المناطق المتوترة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى