أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الجمعة، إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس لدعم قوات إدارة الأمن العام في عملياتها المستمرة ضد فلول ميليشيات الأسد، وذلك بعد سلسلة من الاشتباكات العنيفة التي اندلعت خلال الساعات الماضية في مدينة جبلة وامتدت إلى مناطق عدة في الساحل السوري.
وأكدت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن قواتها بدأت عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة، بهدف القضاء على المجموعات المسلحة التي شنت هجمات على نقاط أمنية وعسكرية، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين في صفوف القوات الأمنية.
حظر تجوال وعمليات تمشيط واسعة
أصدر الأمن العام السوري قراراً بفرض حظر تجوال شامل في مدينتي اللاذقية وطرطوس، داعياً المدنيين إلى الالتزام بمنازلهم والتبليغ الفوري عن أي تحركات مشبوهة. وقال مصدر قيادي في الأمن العام لوكالة الأنباء الرسمية (سانا):
“إن عمليات التمشيط سوف تستهدف فلول ميليشيات الأسد ومن قام بمساندتهم ودعمهم. نوصي أهلنا المدنيين بالابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية وترك المهمة للقوات المختصة، التي تعمل وفق خطط مدروسة لحسم الموقف وحماية الأرواح.”
رسالة حاسمة للمسلحين: “إلقاء السلاح أو المصير المحتوم”
في تصريح رسمي، دعا العقيد حسن عبد الغني، المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، المسلحين إلى تسليم أسلحتهم والامتثال للسلطات القانونية، قائلاً:
“الآلاف اختاروا تسليم السلاح والعودة إلى أهلهم، بينما يصر البعض على الهروب والموت. الخيار واضح: إلقاء السلاح أو مواجهة المصير المحتوم”.
هجوم واسع ومعد مسبقاً
من جانبه، أكد المقدم مصطفى كنيفاتي، مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، أن الهجوم الذي نفذته فلول ميليشيات الأسد كان مدروساً ومعداً مسبقاً، مشيراً إلى أن المجموعات المسلحة استهدفت نقاطاً أمنية وحواجز في جبلة وريفها، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والمصابين في صفوف القوات الأمنية.
العملية الأمنية الأكبر منذ سقوط النظام السابق
تأتي هذه التطورات في إطار حملات التمشيط المستمرة منذ سقوط النظام السابق في 8 كانون الأول 2024، والتي استهدفت معاقل فلول النظام في العديد من المحافظات، بما في ذلك ريف حمص الغربي، ريف حماة، درعا، وريف دمشق. لكن العملية الأمنية الجارية في الساحل السوري تُعتبر الأكبر منذ ذلك الحين، خاصة بعد الهجوم على حاجز أمني في جبلة الذي أشعل فتيل المواجهات الحالية.
استنفار عسكري وأمني لاستعادة الاستقرار
أكدت قيادة العمليات الأمنية بوزارة الداخلية أنها تواصل استدعاء التعزيزات العسكرية والأمنية لضمان فرض السيطرة الكاملة على المنطقة، وإعادة الأمن والاستقرار. كما دعت المدنيين إلى التعاون مع القوات الأمنية والابتعاد عن مواقع الاشتباكات.
مع استمرار العمليات، يبقى الوضع في الساحل السوري مفتوحاً على جميع الاحتمالات، وسط إصرار السلطات على إنهاء تهديد فلول النظام السابق واستعادة الأمن بشكل كامل.