بحث برنامج “تحت المواطنة” قضية تعامل السوريين مع الطائفة العلوية بعد انتهاء الثورة السورية، وما إذا كان نظام الأسد مستفيداً من الطائفة ككل أم من شخصيات محددة فيها فقط.
استضافت الحلقة كلاً من الكاتب والمحلل السوري “بسام اليوسف”، ومدير منصة “كلنا شركاء” “أيمن عبد النور”، والمعارض السوري “أسامة البشير”.
وتباينت آراء الضيوف إزاء تحميل الطائفة أجمعها المسؤولية عن جرائم النظام واتهامها بالموافقة أو المشاركة بتلك الجرائم، لكنهم اتفقوا على أن الانتقال إلى التعايش المشترك يحتاج إلى عدالة، وأن المجتمع السوري سيكون متلاحماً في حال تم الوصول إلى العدالة، مشددين على ضرورة محاكمة المجرمين أياً كانت طائفتهم.
ورأى “بسام اليوسف” أن النظام يستعمل الطائفية كأحد أهم أدوات السيطرة على المجتمع، مشيرًا إلى أن آل الأسد استعملوا العلويين والعشائر والطوائف الأخرى بصورة تناقض مسألة ومفهوم المواطنة من أجل السيطرة على المجتمع، وشدد على أن إسقاط أدوار النظام على كل العلويين خطأ يجب عدم الوقوع فيه.
وأضاف بسام أن الطائفة العلوية إن لم تقف مع الثورة فهذا لا يعني أنها وقفت مع النظام، مشيرًا إلى أن هذه المقاييس غير منطقية، وأن في كل ثورات العالم يشترك 10 إلى 15 % من السكان فقط، وقال إن عدم مشاركة المسيحيين بالثورة لا يعني أنهم مع النظام، مشيرا إلى أن الطائفة العلوية ليس عندها وجه سياسي أو مرجعية دينية كي تخرج بخطاب وطني.
ورفض بسام اتهام كل العلويين بأنهم مؤيدون للنظام، ورأى أنه وحتى اليوم لم تحدث حرب أهلية رغم أن النظام حاول العمل بذلك الاتجاه من خلال المليشيات الطائفية التي أسسها إلى جانب إيران، واستدل على عدم وجود حرب أهلية بأن هناك أكثر من مليون ونصف سني نازح في الساحل.
وأما “أيمن عبد النور” فرأى أن الطائفة العلوية ليست جسماً واحداً يتحرك، فهناك أفراد يتحركون ولهم آراء ويمكن إدانتهم أو تكريمهم؛ حسب أعمالهم، إذا كانت في مصلحة المواطن، أو يُحاسبون إذا كانوا مجرمين أو قتلة، وشدد على أن المطلوب هو تكاتف جميع مكونات المجتمع السوري بدون أي استثناء لأن أي استثناء يجعل الآخرين قطباً آخر، داعياً إلى التركيز على أن النظام وكي يستقوي قام بتفريق المجتمع السوري بأساليب عدة منذ 50 عاماً.
وأضاف عبد النور أنه ومنذ بدء الثورة أخاف النظام الأقليات بأن هناك متطرفين سيهاجمونها، رغم أن داعش قتلت من السنة أكثر مما قتلت من غير طائفة أخرى، ومع ذلك النظام بقي يخيف الجميع، ورأى أن النظام ينتمي لطائفة الفساد.
وشدد عبد النور على أن النظام كان يشدد القبضة على بعض العلويين المؤثرين، قائلاً إن معتقلي “ربيع دمشق” نالوا عقوبة سجن قرابة 5 سنوات، أما عارف دليلة فنال 10 سنوات كونه علوي، وذلك بهدف أن يربي به النظام بقية العلويين الذين يفكرون بالخروج ضده.
“أسامة البشير” أكد أن النظام أسس الدولة على هيكلية طائفية، واستنكر عدم وجود موقف واضح من الطائفة العلوية بشأن النظام وما جرى بعد مرور كل هذه السنوات من الثورة، مضيفاً أن هناك شرخاً في المجتمع السوري ويجب معالجة هذا الأمر، كما يجب أن يكون هناك خطاب وطني وراية وطنية واحدة.
وأشار البشير إلى أننا وصلنا إلى مستوى الكارثة في سوريا، فالبعض يرحب بإيران والآخر بروسيا والآخر بتركيا… متسائلاً : “أين القرار السوري، سواء كنا معارضين أو موالين لا قرار لنا”.
وأعاد البشير الاستنكار بأن الطائفة لم يكن لديها خطاب وطني، والمعارضون فيها يعدون على أصابع اليد، كما أشار إلى أن هناك مسؤولية أيضاً على بعض الفصائل، لكن النظام يتحمل المسؤولية الكبيرة.
ولفت البشير إلى أن سوريا ومنذ أن تأسست وقبل ذلك كانت تعيش في حقل من الزهور، لكن النظام خلق الطائفية واعتمد على طائفته في تسليمها السلطة والقيادة لتحضيرها لهذا اليوم حيث وقف الجميع معهه باستثناء القليل جداً.
وأجرت الحلقة استطلاعاً للرأي في الداخل السوري، اتفق المشاركون فيه على أنه لا توجد لديهم أي مشكلة مع العلويين الذين لم يشاركوا النظام الجرائم ضد الشعب السوري، مشددين على ضرورة محاسبة كل من تلطخت أيديه بالدماء منهم، وأشاروا إلى أن العلويين أحد مكونات المجتمع ولهم الحق في العيش بسوريا شرط عدم تلطخ أيديهم بالدماء.