شهدت مدينة جرمانا بريف دمشق، توترات أمنية متصاعدة، بعد حادثة استهداف عناصر أمنية سورية على يد مجموعة مسلحة محلية، وسط تصريحات إسرائيلية تدّعي “حماية الدروز” في المنطقة. يأتي ذلك في وقت تشدد فيه السلطات السورية الجديدة على ضرورة استعادة الاستقرار وفرض سيادة القانون، في مواجهة أي محاولات لخلق اضطرابات داخلية.
التوتر الأمني في جرمانا.. اشتباكات واستنفار أمني
وفق مصادر أمنية سورية، فإن الأحداث في جرمانا بدأت مساء الجمعة، عندما تعرض حاجز تابع لمجموعة مسلحة محلية تُعرف باسم “درع جرمانا” لمجموعة من عناصر الأمن السوري – دخلوا المدينة بصفة مدنية لزيارة عائلية- حيث تم إيقافهم ومنعهم من الدخول إلى المدينة بسلاحهم. تطور الموقف إلى اعتداء جسدي عليهم، أعقبه إطلاق نار مباشر على سيارتهم، مما أسفر عن مقتل أحد العناصر واحتجاز آخر قبل تسليمه لاحقًا بعد تدخل وجهاء المنطقة.
ورداً على الحادثة، أعلنت السلطات الأمنية إرسال تعزيزات إلى جرمانا، وأمهلت المسلحين 5 أيام لتسليم أسلحتهم ورفع الحواجز غير الشرعية، في خطوة تهدف إلى إعادة فرض الأمن وإزالة أي مظاهر مسلحة خارج إطار القانون.
تصعيد إسرائيلي وتحذيرات من التدخل الخارجي
في تطور لافت، دخلت إسرائيل على خط الأزمة، حيث أعلن ديوان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومتهم “لن تسمح بأي تهديد للدروز في سوريا”، ملوّحًا بالتصعيد العسكري في حال “تعرضهم لأي أذى”. كما أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى أن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر بـ”الاستعداد لحماية جرمانا”.
التدخل الإسرائيلي في المشهد السوري ليس جديدًا، لكن هذه التصريحات تثير قلقًا واسعًا حول استغلال تل أبيب للأحداث الداخلية لتبرير تحركاتها العسكرية داخل الأراضي السورية، خصوصًا مع استمرار وجود القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة بهضبة الجولان وجبل الشيخ.
ردود فعل سورية: رفض للتدخلات الخارجية
في المقابل، جاءت الردود السورية واضحة في رفض أي تدخل إسرائيلي في الشؤون الداخلية. وقال ربيع منذر، عضو مجموعة العمل الأهلي في جرمانا:
“نحن لم نطلب حماية من أحد، ولم نكن يومًا إلا جزءًا من النسيج الاجتماعي السوري، والمشكلة القائمة يمكن حلها ضمن الأطر الوطنية دون تدخل خارجي.”
ويؤكد هذا الموقف أن الأهالي والقوى المدنية في المنطقة يرفضون تحويل التوترات الداخلية إلى ذريعة للتدخلات الخارجية، سواء من قبل إسرائيل أو أي طرف آخر.
الرهانات الإسرائيلية وسيناريوهات المرحلة المقبلة
تُشير مصادر سياسية إلى أن إسرائيل تسعى، عبر هذه التصريحات، إلى فرض واقع أمني جديد في جنوب سوريا، يتضمن استمرار وجودها العسكري في الجولان والمنطقة العازلة، إضافة إلى محاولات عرقلة إعادة بسط السلطات السورية الجديدة سيطرتها على كامل الأراضي السورية، وخصوصًا المناطق الجنوبية.
بالتوازي، تشهد محافظات درعا والسويداء والقنيطرة مظاهرات شعبية تندد بالمطالب الإسرائيلية بنزع السلاح في الجنوب السوري ومنع انتشار الجيش السوري الجديد، ما يعكس رفضًا شعبيًا لأي تدخلات في الشأن الداخلي السوري.