تدهور سعر صرف الليرة السورية اليوم الإثنين 18 أيار، أمام الدولار الأمريكي، ووصل سعر الصرف إلى أكثر من 1820 ، وسط توقعات بمزيد من الانهيار في الأيام المقبلة، في ظل الخلافات بين رامي مخلوف وبشار الأسد، والأجواء السياسية بشكل عام.
المحلل الاقتصادي “يونس الكريم” شرح لوطن إف إم أسباب انهيار الليرة ومستقبل الانخفاض، ووجه نصائح هامة للسوريين فيما يخص التعامل بالليرة أو الدولار، كما أجاب على إمكانية التعامل بغير الليرة السورية في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.
أسباب الانهيار:
يقول المحلل يونس الكريم إن هناك العديد من الأسباب المتزامنة للتأثير على سعر صرف الليرة السورية، مثل كورونا وإغلاق الحدود والمشكلة اللبنانية التي تشكل رئة للنظام السوري، والمشكلة العراقية أيضاً، إضافة للخلاف الروسي مع نظام الأسد والتسريبات الإعلامية، مشيرا إلى أن كل ذلك أعطى للمستثمرين الشعور بعدم الثقة بنظام الأسد، ثم جاء الخلاف مع رامي مخلوف وخاصة في الفيديو الأخير، الذي كان فيه تهديد مباشر لـ “أمراء الحرب” ، وبالتالي هذا الأمر جعل الاقتصاد يعيش في حالة عدم شعور بالثقة، إضافة لشعور المستثمرين أن سوريا ستدخل في حرب داخلية ما بين النظام.
وأضاف الكريم: “وبالنهاية أيضاً هناك خيوط أخرى مثل المضاربين الصغار والمحللين غير المهنيين يقودون الشارع السوري بسياسة القطيع نحو التأثير والضغط على الليرة السورية”.
إلى أين يتجه الانخفاض ومستقبل الليرة ؟
قال المحلل يونس الكريم حول ذلك الأمر: “الليرة السورية تجمعت عند من يشتريها بغض النظر عن السعر، لأن كمية الليرة السورية المطبوعة محدودة، وكمية الليرة السورية أصبحت عند أشخاص وأنا أرجح أنها عند رامي مخلوف ويهدد الاقتصاد”، مضيفا: “هناك حلين إما أن تحل المشكلة مع رامي مخلوف وبالتالي تعود الأمور إلى ضبط سعر الصرف إلى ما قبل المشكلة مع رامي مخلوف أي بحدود 1250 ، أو إن النظام سيضطر إلى الدلورة لأنه لا يستطيع طباعة العملة بشكل مستمر وبشكل آني لأنها تحتاج 6 أشهر عدا التكاليف الضخمة للطباعة”.
ماذا يفعل السوريون في مناطق سيطرة الأطراف كافة؟
قال المحلل يونس الكريم إن الحل الوحيد بالنسبة للسوريين هو أن الذي يملك الليرة السورية يحتفظ بالليرة السورية ومن يمتلك الدولار يحتفظ بالدولار ” مضيفاً :” يحتفظ بالعملة يلي معو بحيث إنو يشتري أمور السلع اليومية، هذه الطريقة لا تعرضه للخسارة، وأي عملية تحويل من طرف لطرف هو خسارة يتحملها، لإنو الليرة السورية عم تتجه إلى أحد الطرفين المتصارعين رامي مخلوف والنظام، لذلك المواطن السوري، ولا ننسى أن هناك 93 % من الشعب السوري هو فقير، لذلك الذي يملك الأموال لا يحول حتى تتضح الأمور، وحتى الدلورة تحتاج لشروط مثل نظام مصرفي قوي وسحب الليرة من الأسواق هذا الأمر بالغ الأهمية “.
ما إمكانية التعامل بالليرة التركية أو الدولار الأمريكي في الشمال السوري ؟
أجاب المحلل يونس الكريم حول إمكانية التعامل بغير العملة السورية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام شمال سوريا بقوله: “هذا الأمر تقنياً غير ممكن ، أولاً يجب أخذ موافقة من البنك المركزي التركي لضخ العملة، نحن نتكلم عن 3 مليون إنسان يعيش في المناطق المحررة، وبالتالي عملياً سحب العملة من المناطق المحاذية للحدود التركية سيوقف العملية التجارية هناك”.
وأضاف الكريم أن “ذلك قد يؤدي إلى مشكلات اقتصادية كبيرة غير مهيأة تركيا لها، وبالتالي نقمة السكان هناك، إضافة إلى أن المواطنون هناك لا زالوا يشترون سلعاً من النظام، وهناك شيء آخر بالغ الأهمية وهو الفرق في وحدات القياس، فالعملة من أهدافها أنها وحدة قياس، وبالتالي لا يمكن قياس السلع السورية على أساس السلع التركية، ما يعني أن هذا الخيار غير ممكن، لكن من الممكن تطبيق دلورة جزئية كون أن هناك الكثيرين يقبضون رواتب بالدولار لجعل السلع الغالية كالعقارات والذهب والسيارات بالدولار، أما السلع اليومية تتم بالليرة السورية كما هو الوضع في لبنان ريثما يستقر واقع سعر صرف الليرة السورية وتتبين العملية السياسية التي سوف تنعكس بشكل عام على الوضع الاقتصادي “.
وأدى انهيار الليرة خلال الأيام الماضية إلى صدمة في الشارع السوري بعد قفزة كبيرة في أسعار معظم المواد الأساسية، في حين أن الدخل اليومي أو الشهري للموظفين وغير الموظفين لا يستطيع تحمل أعباء انهيار الليرة، وسط تجاهل من “المصرف المركزي” في ضبط سعر الصرف ووقف انهيار الليرة.