أعلنت أوكرانيا، أنها ستعلق تدفق الغاز عبر نقطة عبور تنقل نحو ثلث الوقود الذي يتم نقله من روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا وألقت باللوم على موسكو في هذه الخطوة.
وأدت خطوة أوكرانيا، التي بقيت طريقا رئيسيا لعبور الغاز الروسي إلى أوروبا حتى بعد غزو موسكو، إلى رفع أسعار الغاز في أوروبا.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي فشلت فيه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مرة أخرى في الاتفاق الأربعاء على شروط الحظر المستقبلي المحتمل على واردات النفط الروسية ردا على الحرب في أوكرانيا.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه يعتزم خفض واردات الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية العام، لكنه لم يصل إلى حد التعهد بفرض حظر صريح، مثل الحظر الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في مارس.
وقالت جي تي إس أو، التي تدير نظام الغاز الأوكراني، إنها ستوقف الشحنات عبر طريق سوخرانيفكا اعتبارا من يوم الأربعاء، معلنة حصول “قوة قاهرة”، وهو بند يتم الاحتجاج به عندما تتعرض شركة ما لشيء خارج عن إرادتها.
لكن شركة غازبروم التي تحتكر صادرات الغاز الروسية عبر خطوط الأنابيب، قالت إنه “من المستحيل تكنولوجيا” تحويل جميع الصادرات إلى نقطة الربط البيني “سودزا” غربا، كما اقترحت “جي تي أس أو”.
وقال سيرجي ماكوجون الرئيس التنفيذي للوكالة لرويترز إن قوات الاحتلال الروسية بدأت في نقل الغاز عبر أوكرانيا وإرساله إلى منطقتين انفصاليتين تدعمهما روسيا في شرق البلاد. لكنه لم يورد أدلة.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن يوري فيترينكو الرئيس التنفيذي لشركة نفتوجاز، الأربعاء، قوله إن “الانفصاليين الموالين لروسيا” المدعومين من الجيش الروسي “يسرقون الغاز الذي كان من المفترض أن تكون أوكرانيا مسؤولة عنه”، واصفا الأمر بأنه مثير للسخرية لأن روسيا اتهمت أوكرانيا في الماضي بسرقة الغاز من خطوط أنابيبها
وقالت الشركة إنها لا تستطيع العمل في محطة نوفوبسكوف لضاغط الغاز بسبب “تدخل قوات الاحتلال في العمليات التقنية” مضيفة أنها قد تحول التدفق المتضرر مؤقتا إلى نقطة الربط سودجا الواقعة في الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا.
وقال يوري فيترينكو رئيس شركة نفتوغاز الحكومية للطاقة لرويترز إن تعليق أوكرانيا لتدفقات الغاز الطبيعي الروسي عبر طريق سوخرانيفكا يجب ألا يكون له تأثير على السوق الأوكرانية المحلية.
وقالت شركة الغاز الحكومية في مولدوفا، وهي دولة صغيرة على الحدود الغربية لأوكرانيا، إنها لم تتلق أي إشعار من جي تي سو أو غازبروم بأن الإمدادات ستنقطع.
واحتلت القوات الروسية والمقاتلون الانفصاليون محطة نوفوبسكوف للضغط في منطقة لوهانسك في شرق أوكرانيا بعد فترة وجيزة من ما تصفه موسكو بأنه “عملية عسكرية خاصة” في فبراير.
وقالت جازبروم إنها تلقت إخطارا من أوكرانيا بأن البلاد ستوقف نقل الغاز إلى أوروبا عبر موصل سوخرانيفكا اعتبارا من الساعة 0700 بالتوقيت المحلي يوم الأربعاء.
وقالت الشركة الروسية إنها لا ترى أي دليل على وجود قوة قاهرة أو عقبات أمام الاستمرار كما كان من قبل، مضيفة أنها تفي بجميع التزاماتها تجاه مشتري الغاز في أوروبا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن إعلان يوم الثلاثاء لا يغير الجدول الزمني لتقليل الاعتماد العالمي على النفط الروسي “في أقرب وقت ممكن”.
وعملت الولايات المتحدة بجدية كبيرة مؤخرا لحث الدول على تقليل أو حظر واردات النفط والغاز الروسية.
وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي TTF بأكثر من 6.4٪ بحلول حوالي الساعة 9:15 صباحا بتوقيت لندن الأربعاء، وفقا لبيانات نقلتها شبكة CNBC الأميركية.
ونقلت الشبكة عن تيموثي آش، كبير الاستراتيجيين في شركة بلوباي لإدارة الأصول قوله إنه فوجئ بأن أوكرانيا لم تخفض نقل الغاز والطاقة في وقت سابق، في غياب أي حصار على الطاقة الروسية من أوروبا.
وأضاف أن “روسيا نفسها تضرب مستودعات الوقود والإمدادات الأوكرانية، لذلك ربما يكون هذا ردا أوكرانيا على ذلك”.
وقد دفع تهديد روسيا بقطع تدفقات الغاز الطبيعي إلى أوروبا الاتحاد الأوروبي إلى تكثيف بحثه عن موردين بديلين، حيث تمثل روسيا حوالي 40٪ من جميع واردات الغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي.
وحذر اقتصاديون وتجار من أن فرض حصار كامل على الطاقة قد يكون له آثار وخيمة على التسعير والتضخم.
وقال تاجر الغاز الطبيعي بيل بيركنز لشبكة “سي إن بي سي” الشهر الماضي إن مثل هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى “غلاء كارثي” هذا الشتاء.
الحرة