أخبار سوريةدرعاقسم الأخبار

كيف ينظر أهالي درعا إلى “خارطة الحل” التي رعتها روسيا مؤخراً ؟

تضمن الخارطة لقوات الأسد الحق في الاعتقال والتهجير والتنكيل بأهالي المحافظة، ولا يبدو أنها مختلفة كثيراً عن اتفاقية 2018

بعد توصل القوات الروسية الأحد 15 آب إلى اتفاق جديد مع اللجنة المركزية في درعا لإنهاء التصعيد؛ طفت على السطح الكثير من التساؤلات حول الاتفاق ونتائجه بالنسبة للسكان المحليين. 

 

وبحسب تجمع أحرار حوران، فإن الاتفاق يؤكد من جديد أن روسيا لم طرف لم يكن يوماً ضامناً لأي اتفاقٍ عُقد أو قد يعقد مع المناطق السورية الثائرة على نظام الأسد، حيث يحمل الاتفاق تسليم السلاح وتهجير الرافضين و لا حلول من غير السماح لقوات النظام بالتمركز في كل شبر من درعا.

 

ولفت التجمع إلى أن الطرح الروسي تضمن خارطة تعطي النظام الحق في الاعتقال والتهجير والتنكيل بأهالي المحافظة، كما فعل سابقاً وسيفعل لاحقاً، مشيراً إلى أن الخارطة الروسية هي نسخة “مشوّهة” من اتفاق 2018، وأن مبادرة كهذه تُولد “ميتة” في العادة، لكن الظروف التي يعاني منها أهالي درعا تجعلهم مرغمين على القبول بالحد الأدنى منها درءًا لما هو أعظم.

 

وبالمقارنة بين اتفاقي 2018 وخارطة 2021 هناك تشابه كبير، كيف لا والأب واحد للاتفاقين فالطرف الروسي فرض اتفاق تموز 2018 وأوهم الأهالي والثائرين على نظام الأسد بقرب الإفراج عن أبنائهم من معتقلات النظام، وعودة “الجيش” إلى ثكناته العسكرية، ووقف كامل للعمليات العسكرية في المنطقة.

 

وكانت نتائج الاتفاق اعتقال نحو 2400 من أبناء المحافظة، وعمليات اغتيال فاقت 750 عملية كثير منها استهدفت كل من يرفض الوجود الإيراني في المنطقة سراً أو جهراً، إضافة لتسهيل خروج الآلاف من الشبان إلى الشمال السوري وتركيا ولاحقاً إلى لبنان وليبيا، كل هذه الأحداث ما هي إلا أعراض جانبية لاتفاق فاسد، أُجبر أهالي المنطقة على القبول به تحت ضغوط إقليمية ودولية، وفق المصدر ذاته.

 

وتابع التجمع أن روسيا تسعى مجدداً وبرضى إقليمي ودولي لطي صفحة درعا بشكل نهائي، تشترط روسيا تسليم الأسلحة والذخائر وتهجير رافضي التسوية إلى الشمال، لتبقى الساحة فارغة من الجميع إلا النظام وإيران، الذين لا شك أنهم سيسطرون على ما تبقى من مناطق، بعد القبول بإملاءات الطرف الروسي، فلا سلاح ولا مقاتلين يعصمون المنطقة بعدها من شرورهم، بحسب وصف التجمع.

 

في المقابل لم تتضمن خارطة الحل الروسية أي مطالبات للنظام بسحب ميليشيات “الغيث” التابعة للفرقة الرابعة، ومن معها من ميليشيات “حزب الله” اللبناني، و”قوات أسود العراق”، و”لواء أبو الفضل العباس”، و”لواء الرسول الأعظم”، المتواجدين في محيط مدينة درعا التي لا تبعد عن الحدود الجنوبية لسورية أكثر من 10 كم.

 

ويحاول الروس والنظام من خلال خارطة الحل شق الصف في درعا بين لجنة المفاوضات وأبناء درعا، من خلال الإيحاء للأهالي أن اللجنة وافقت على الخطة وأن الكرة أصبحت في ملعب أبناء درعا وشبانها الرافضين للتسوية الجديدة التي فيما لو تمت ستكون المسمار الأخير في نعش المحافظة ونقلها إلى السيطرة الإيرانية بشكل كامل، وتبقى بذلك الكلمة الفصل لأبناء درعا الذين باتوا يحملون وعياً كبيراً بعد تجربة تسوية 2018، التي لم يلتزم بها الروس والنظام بنسبة كبيرة جداً مما تم الاتفاق عليه، بحسب “أحرار حوران”. 

 

وكانت درعا البلد شهدت حصاراً منذ 24 حزيران الماضي من قبل قوات الأسد والمليشيات الإيرانية لها، وسط قصف مستمر ومحاولات لاقتحامها، رغم عقد أكثر من اتفاق وجولات تفاوضية بين الطرف الروسي واللجنة المركزية بدرعا قبل التوصل لـ “خارطة الحل” الأخيرة، والتي يرى مراقبون أنها تصب في صالح النظام ومليشيات إيران.   

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى