تشهد العديد من المناطق في شمال شرقي سوريا نشاطاً ملحوظاً لما يُعرف بـ”الصقّارين”، وهم الذين لديهم هواية صيد الطيور الحرة، والتي تطورت إلى عمل مؤطر ضمن جمعيات وقوانين محلية، كما إنه معروف ومشهور ضمن المناطق البدوية، فضلاً عن أن البعض يعده بمثابة التراث.
وقال رئيس جمعية “الصقّارين” في الرقة فارس الحوران، في تصريحات خاصة لوطن إف إم، إن فكرة تأسيس الجمعية بدأت منتصف عام 2019، حيث كانت بدايةً متواضعة، ولكن مع استجابة الإدارة الذاتية لها أصبحت موجودة في معظم مناطق شمال شرقي سوريا.
وتابع رئيس الجمعية أنه تم إصدار بطاقاتٍ لـ “الصقّارين” والمكاتب والتجار، وسط إقبال متزايد على تنظيم هذا العمل ضمن مصلحة “الصقارة”.
ونقل مراسلنا عن صالح غضبان الأحمد وهو أحد “القوانيص” في الرقة، قوله، إن هذه المهنة يواظب عليها منذ أن كان عمره 11 عاماً، ويضيف: “رزقي من هذه المهنة.. أقنص أعداد مختلفة من الطيور.. أسعارها ارتفعت حالياً. مهنة الصيد مهنة حلوة كثير.. إذا تطلع معاي نهار ثاني سنة تطلع مقناص لحالك”.
وتابع الأحمد: “المهنة لها قوانين صارمة فعلاً. إذا لقيت طير بالبرية لازم ما قانوص يقرب عليه.. ممكن يشارك مع شرط تعطيه حصة من المربح”.
وأما عن طريقة التصريف يقول الأحمد، إنه يتم بيع الطيور الحرة لـ “الرحابنة” في إشارة إلى أشخاص من مدينة الرحيبة بريف دمشق والمشهورة بهذه المهنة أيضاً، ويتابع: ” هم تجار يشترونها ويبيعونها في الخليج.. الطير يسافر من سوريا على لبنان ومنها على الخليج بواسطة الطائرة”.
وحول أوقات موسم الصيد، قال الأحمد إنها من شهر 9 إلى شهر 12، وذلك لكون أن الطيور تهاجر في هذا التوقيت، ويفضل الصيد في مطلع الصباح، أو بين العصر والمغرب.