أدت الشائعات ونظريات المؤامرة حول لقاحات كورونا وتأثيراتها الجانبية، إلى تخزين الكثير من الجرعات في إدلب، رغم أن هذه المحافظة السورية تعد واحدة من أكثر الأماكن عرضة للعدوى في العالم، بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”.
إبراهيم عبود، يدير مستشفى في إدلب، إلا أن والدته البالغة من العمر 52 عاما، واحدة من بين مرضاه الذين يقبعون في الرعاية المركزة، بسبب إصابتها بفيروس كورونا المستجد.
يشعر عبود بالذنب، لأنه لم يجبر والدته على أخذ اللقاح المضاد للفيروس، رغم أنه ناشدها للحصول على التطعيم، لكنها كانت متأثرة بالشائعات التي انتشرت حوله.
فمع بدء وصول كميات كبيرة من جرعات اللقاح، في أبريل الماضي، انتشرت نظريات المؤامرة على وسائل التواصل الاجتماعي، محذرة من أن اللقاحات، القادمة من بريطانيا والصين، إما “قاتلة” أو “أداة في مؤامرات أجنبية شائنة وغير محددة”، ما جعل الناس تحجم عن الحصول على التطعيم.
وبينما انتشرت الشائعات، كانت المحافظة محاصرة إلى حد كبير، ما جعل انعزالها نعمة في ذلك الوقت، حيث ساهم ذلك في منع ارتفاع الإصابات.
لكن في أغسطس آب الماضي، بدأت الإصابات تزداد بعد السماح للسوريين المقيمين في تركيا بزيارة إدلب لقضاء عطلة عيد الأضحى، حيث أحضر الزوار معهم المتحور دلتا سريع الانتشار، بحسب ما نقلت الصحيفة عن أطباء في المحافظة.
وبدأ “سيناريو الكابوس” الذي حذر منه مسؤولو الصحة العامة منذ فترة طويلة في الظهور، حيث تسابق الفيروس في الانتشار عبر مئات المخيمات المكتظة بالنازحين، “لتتحول نعمة العزلة التي عاشتها إدلب إلى نقمة”، وفقا للصحيفة.
فمنذ بداية الوباء، سجلت إدلب والمناطق المجاورة 78 ألف إصابة، منهم 51 ألفا منذ أغسطس الماضي فقط.
كما أن نصف حالات الوفيات البالغة 1400 منذ بداية الوباء، سجلت منذ أغسطس الماضي أيضا فقط، وفقا لمسؤولي الصحة الذين قالوا للصحيفة إن الأرقام الفعلية ربما تكون أكبر بكثير بسبب ندرة أدوات الاختبار.
بالرغم من أنه تم إرسال أكثر من نصف مليون جرعة لقاح للمحافظة ومناطق أخرى في شمال غرب سوريا، من إنتاج شركتي أسترازينيكا وسينوفاك، فإن عدد من تم تطعيمهم حتى الآن أقل من 40 ألف شخص في إدلب وهو ما يعني أن واحداً في المئة فقط من السكان، تم تطعيمهم بالكامل ضد كورونا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويشعر مسؤولو الصحة، بالقلق من أن الأزمة يمكن أن تتفاقم مع اقتراب فصل الشتاء وإجبار سكان المخيم على البقاء في الداخل، خاصة أن مستشفيات إدلب غير مجهزة بشكل كبير، وتخلو من أجهزة تهوية كافية.
الحرة