أثارت هجمات من حيوانات مفترسة مثل الضباع، ذعر نازحين في مخيمات في شمال غربي سوريا، وسط العواصف الثلجية والمطرية، التي تضرب المنطقة خلال الآونة الأخيرة، وتفاقم من معاناتهم، وتعرض حياتهم للخطر ومزيد من العناء.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أنه وفي نحو الساعة الثانية عشرة من ليلة الأربعاء – الخميس 27 كانون الثاني، وجه مسؤولون في مخيم «الفقراء»، شمال إدلب، تحذيراً، عبر مجموعات في تطبيق «واتساب»، للنازحين في المخيم، عن وجود ضبع مفترس يتجول في المخيم، قبيل إطلاق النار باتجاهه واختفائه، حيث دعاهم لتوخي الحذر وإبلاغ إدارة المخيم، فور رؤيته، ما أثار حالة من الخوف والرعب بين النازحين، وهرع البعض إلى الاحتراس وتدعيم أبواب الخيام بأشياء صلبة.
كما نقلت الصحيفة عن “أبو حسن”، وهو نازح من ريف حلب الجنوبي في «مخيم الفقراء» بريف منطقة الدانا، شمال إدلب، قوله إنه «شاهد وعدد من جيرانه ضبعاً يتجول في المخيم، وهو يصدر صوتاً مخيفاً، محاولاً مهاجمتهم، وجرى إطلاق النار عليه، وتمكن من الهرب بين خيام النازحين، التي حالت دون استهدافه بشكل مباشر وقتله، خشية إصابة النازحين بطلقات نارية».
ويضيف: «على الفور أبلغنا المسؤولين في المخيم بذلك، وبدورهم أطلقوا تحذيراً للنازحين، نحو 1000 عائلة، بضرورة توخي الحذر بسبب وجود ضبع في المخيم، ما أثار حالة كبيرة من الخوف والإرباك في أوساط النازحين، وذهب بعضهم إلى توصيد باب خيمته وتدعيمها بأشياء حديدية وصلبة خوفاً من الضبع، وآخرون ذهبوا لحماية قطعان الماشية في المخيم، بينما قام آخرون بجولة في كل أنحاء المخيم والتفتيش بحثاً عن الضبع حتى الصباح دون العثور عليه».
وفي غضون ذلك، حذر أيضاً نازحو مخيم «النقيير»، بالقرب من تلعادة ودارة عزة، غرب حلب، من وجود مجموعة ضباع تتجول بمحيط المخيم الجبلي، وضرورة توخي الحذر، والاحتراس، بحسب أنس قدور، أحد القائمين على إدارة المخيم.
ويضيف أنه «مع تساقط الثلوج الكثيفة على مناطق ريف حلب الشمالي وتغطيتها للجبال هناك، دفع بالوحوش البرية، وعلى رأسها الضباع، إلى اقتحام مناطق المخيمات التي لم يتساقط فيها ثلوج بحثاً عن الطعام في شمال إدلب، وكانت مخيمات قاح وتل عادة ودارة عزة وجهتها خلال الأيام الأخيرة الماضية، ما أثار حالة رعب في أوساط النازحين، وباتت تشكل خطراً على النازحين والأطفال، ما دفع بعدد من النازحين في المخيمات إلى حراستها متسلحين بأسلحة نارية وعصي، لمنع دخول الضباع إلى المخيمات وافتراسها للبشر».
يأتي ذلك عقب أيام من تداول ناشطين سوريين تسجيلاً مرئياً ظهر فيه مجموعة من الضباع تتجول في أحياء وسط مدينة دارة عزة غرب حلب بحثاً عن الطعام، في حالة أثارت الرعب بين سكان المنطقة.
وقال أبو مصطفى أحد أبناء مدينة دارة عزة غرب حلب: «بالفعل شاهد عدد من أبناء المدينة 4 ضباع بعد منتصف ليلة الجمعة الماضية 21 يناير (كانون الثاني) الحالي، وهي تتجول في وسط المدينة وتصدر أصواتاً مخيفة، وهي تبحث في حاويات القمامة عن شيء تأكله، فيما رصد البعض ضباعاً أخرى تتجول بمحيط المدينة من الجهة الشمالية ذات الطبيعة الجبلية».
ويضيف: «منذ سنوات، لم يرَ أحد ضباعاً في المدينة، ولكن مع تزايد سقوط الثلوج في مناطق ريف حلب الشمالي مؤخراً، وتغطيتها الجبال، والبرد الشديد والضباب في ساعات الليل، دفع الضباع إلى مهاجمة المناطق بحثاً عن الطعام».
ولفت إلى أن «الجبال الصخرية المحيطة بمدينة دارة عزة موطن للضباع منذ عشرات السنين، ومكان ملائم للعيش فيها، وخطرها الحالي يكمن بمهاجمتها لمخيمات النازحين التي تنتشر في المناطق الجبلية المكشوفة والبعيدة عن المدن، وهذا يتطلب مكافحتها بكل الوسائل منعاً لوقوع حالات افتراس بحق البشر في المخيمات».
وكان ناشطون سوريون دعوا للحذر من التجول في الليل بمناطق دارة عزة، مطالبين الجهات المسيطرة على المنطقة التعامل مع هذه الضباع لإنهاء خطرها على الأهالي، لاسيما أنها تعد من الحيوانات المفترسة.
وعادة ما تنزل الضباع والخنازير البرية وغيرها من الحيوانات المفترسة من الجبال عند تساقط الثلوج الكثيف، وذلك بحثاً عن الطعام.