تشهد مخيمات الشمال السوري واقعاً مأساوياً في ظل تكرار حالات وفاة الأطفال بسبب البرد، مع انعدام وسائل التدفئة لدى الكثير من النازحين.
وقال فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان اليوم الثلاثاء 1 شباط، إنه تم تسجيل حالتي وفاة لطفلين نتيجة انخفاض درجات الحرارة ضمن مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا خلال الـ24 ساعة الماضية لتضاف إلى حالات سابقة تم توثيقها نتيجة البرد والأمراض التنفسية الناجمة عن استخدام مواد غير صالحة للتدفئة، وتوقف الدعم عن أكثر من 18 منشأة طبية؛ مما زاد من مصاعب تأمين منافس للأطفال في حالات الأمراض التنفسية.
وأضاف البيان أن “المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة تتحمل المسؤولية الكاملة عن وفيات الأطفال نتيجة ضعف عمليات الاستجابة الإنسانية للنازحين في المخيمات، على الرغم من إطلاق عشرات حملات التبرع وإرسال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى الداخل السوري والتي تجاوز عددها أكثر من 195 شاحنة منذ عشرة أيام وحتى الآن”.
كما حمل البيان “الجهات الداعمة للقطاع الطبي التقصير في تأمين عمليات الدعم وخاصةً لمشافي الأطفال وإيقاف الدعم عنها”.
ودعا البيان “المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة لتحمل مسؤوليتها بشكل كامل تجاه النازحين والسكان المدنيين في المنطقة، وخاصةً مع عدم حصول النازحين على مواد التدفئة ضمن أكثر من 70% من المخيمات الموجودة في المنطقة”.
وطالب البيان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بضرورة التحرك الفعلي لتقديم المساعدات الشتوية للنازحين السوريين في مخيمات الشمال السوري ومخيمات اللجوء بشكل عاجل، وزيادة فعالية العمليات الإنسانية في المنطقة خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
ويوم الأحد 30 كانون الثاني الماضي، قال مراسل وطن إف إم، إن الطفلة “جنى محمد طلاس” من مهجري ريف حمص الشمالي، توفيت نتيجة البرد القارس في مخيم الأزرق على أطراف مدينة الباب شرقي حلب.
إلى ذلك، أقدم مسلحون من الجيش الوطني على مهاجمة المجلس المحلي لمدينة الباب بسبب هذه الحادثة.
وقالت “الشرطة العسكرية” في مدينة الباب إن “مجموعة عسكرية تتبع للجيش الوطني غرفة عزم لواء صقور الشام قامت بمهاجمة المجلس المحلي في مدينة الباب. تم التواصل مع قيادتهم وتبين أن العمل فردي بسبب وفاة طفلة في مخيم صقور الشام بسبب البرد”.
وأضاف البيان: “تم تسليم المجموعة لفرع الشرطة العسكرية في مدينة الباب ليتم تحويلهم للقضاء أصولاً”.
جدير بالذكر أن مخيمات الشمال السوري تعاني من واقع مأساوي جراء البرد والعواصف الثلجية التي تتكرر على المنطقة، وسط ضعف في الاستجابة الإنسانية.