أقدمت “مديرية التربية” التابعة لحكومة الأسد في دير الزور على استبدال المدارس بمرافق دراسية مسبقة الصنع في قرى وبلدات الريف الشرقي والغربي الخاضع لسيطرتها، وذلك في ظل تحول المدارس إلى مقرات وأخرى مدمرة نتيجة المعارك التي شهدتها المنطقة.
وقالت مصادر مطلعة في “مديرية التربية” لوطن إف إم، إن تلك العملية جاءت بعد منح اليونيسيف “وزارة التربية” مبالغ مالية لتدوير العجلة التعليمية في ريف دير الزور والرقة الخاضع لسيطرتها وترميم المدارس وفتحها أمام الطلبة من جديد، إلا أن الأخيرة قامت بجلب غرف مسبقة الصنع بدلاً من القيام بعمليات الترميم.
وأضافت المصادر أنه جرى استخدام الغرف مسبقة الصنع كمدارس مؤقتة بهدف توفير المال ولكونها أرخص ثمناً من صيانة وإعادة تأهيل مدارس القرى والبلدات في الريف الغربي الذي دُمّرت فيه المدارس بشكل شبه كامل.
ولفتت المصادر إلى أن الغرف تُصنع بريف العاصمة دمشق ويتم جلبها إلى ريف دير الزور وتركيبها لتكون مدارس لاستقبال عدد صغير من الطلبة لكونها غرف مسبقة الصنع وغير قادرة على استيعاب أعداد المدارس الطبيعية.
ويرى موظفون رفضوا الكشف عن هويتهم في “مديرية تربية” دير الزور في حديثهم لوطن إف إم، أن “الوزارة” قامت باختلاس الأموال المخصصة بإعادة الحياة للمدارس عبر إجراء مناقصات لشخصيات تابعة لها في العاصمة وجلب تلك الغرف إلى بلدات المسرب والتبني غرب دير الزور والهري شرق دير الزور واستخدامها كبديل عن المدارس النظامية.
وتفتقد الغرف الجديدة لوسائل التدفئة من جهة وصغر مساحتها من جهة أخرى، فضلاً عن قابليتها للانهيار في حال قيام الطلبة بالحركة بشكل كبير خلال دخولهم وخروجهم إليها، ما يجعلها تشكل خطر على أرواح المعلمين والطلبة على حدٍ سواء.
وتعرضت مدارس ريف دير الزور والرقة الخاضعة لسيطرة قوات الأسد إلى قصف جوي خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة، وذلك خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على المنطقة، كما تم تحويل قسم منها إلى دوائر حكومية وأخرى عسكرية تابعة لقوات الأسد.
خاص إذاعة وطن إف إم
