سورياسياسة

شهادات جديدة من ذوي سوريين محتجزين في السجون الليبية

لا يزال العشرات من أبناء درعا يقبعون داخل السجون الليبية متوزعين على سجن غوط الشعال وسجن الزواية وسجن أبو سليم وسجن عين زارا في طرابلس على السواحل الليبية، وذلك بعد أن أُلقيَ القبض عليهم أثناء محاولتهم الوصول إلى الشواطئ الإيطالية بحثاً عن حياة كريمة بعيداً عن الواقع الأمني المتردّي جنوب سوريا، وفق ما ذكر “تجمع أحرار حوران”.

 

ولفت المصدر إلى أنه تواصل مع والد أحد القابعين داخل سجن غوط الشعال، موضحاً أنّ ابنه محمد ما يزال داخل السجن منذ منتصف شهر رمضان الفائت بتهمة الهجرة غير الشرعية، مضيفاً “لا نستطيع التواصل معه بشكل مباشر، إذ يقتصر التواصل عن طريق أشخاص في ليبيا، يطلبون مبالغ ضخمه تقدر بـ 2000$ للشخص الواحد مقابل إخراجه من السجن، ونحن لا نملك المبلغ الكافي لإخراجه”.

 

ووثق “تجمع أحرار حوران” أسماء أكثر من 100 معتقل من مدينة نوى في ريف درعا الغربي، متواجدين في السجون الليبية، ألقي القبض عليهم خلال فترات متفاوتة خلال محاولتهم الوصول الى إيطاليا انطلاقاً من السواحل الليبية.

 

وشرح “قتيبة الجابر” من مدينة نوى وهو والد أحد المسجونين في سجن الزاوية بليبيا منذ ثاني أيام عيد الأضحى الماضي، أنه تواصل مع أحد السماسرة من أجل إخراج ابنه طلب منه 900$ لإخراجه لكنه لا يملك هذا المبلغ، مضيفاً: “لقد بعت ما لدي من أبقار حتى أوصلته إلى ليبيا، والآن لا أملك المبلغ المطلوب حتى أخرج ولدي من سجن الزاوية”.

 

من جهة ثانية تبلغ تكلفة الوصول إلى الأراضي الإيطالية للشخص الواحد، 1700 دولار أمريكي، إلا أن البعض يتم إلقاء القبض عليهم وإرجاعهم إلى الأراضي الليبية لتبدأ بذلك فصول جديدة من المأساة، حيث يعرض عليهم إخراج الشخص الواحد من سجن غوط الشعال 2000$ ومن سجن الزاوية 900$ وتختلف التسعيرة من سجن لآخر.

 

وتحدثت “سمية العلي” من ريف درعا والدة أحد المعتقلين في سجن غوط الشعال أنّ ابنها موجود داخل السجن منذ 31 تمّوز الفائت ولا تعلم أي شيء عن مصيره سوى عن طريق شخص خرج منذ عشرة أيام من السجن بعد أن دفع ذويه مبلغ مالي، وقال إنه والدها كان يشعر بدوار وإغماء نتيجة الضغط الشديد داخل السجن وقلة الطعام.

 

يذكر أن غالبية الفارين من سوريا، هم من المدنيين، الذين دفعتهم الأوضاع الحالية التي تزداد سوءً يوماً بعد آخر إلى بيع ممتلكاتهم، مقابل تأمين حياة كريمة، وفق “تجمع أحرار حوران”.

 

وتعاني درعا من تردٍ في الأوضاع الأمنية والمعيشية منذ سيطرة قوات الأسد عليها ضمن اتفاق “التسوية” الذي رعته روسيا عام 2018. 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى