نفت الأمم المتحدة نيتها في محاولة إعادة نازحي مخيم الركبان على الحدود السورية العراقية الأردنية إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، وذلك بعد أيام من تحذير منظمة العفو الدولية (أمنستي) من الاستمرار بخطط الأمم المتحدة الرامية لإعادة النازحين السوريين في المخيم إلى مناطق النظام.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إن 88 فرداً في مخيم الركبان قد سجلوا أسماءهم للمغادرة، وذلك بعد إبلاغهم بالظروف التي يجب أن يتوقعوها عند المغادرة، بما يتماشى مع موقف الأمم المتحدة “الراسخ بأن أي مغادرة يجب أن تكون مبدئية وطوعية”.
ولفت إلى أن “الخطوة الأممية جاءت كجزء من انخراط المنظمة مع الأطراف المتورطة في الصراع السوري لتحديد هوية دائمة وحلول آمنة وكريمة للنازحين المدنيين”، مشيراً إلى أن الشاحنات الخمس التي دخلت المخيم قبل أيام كان هدفها “دعم هذه العائلات المسجلة لمغادرة الركبان طواعية مع متعلقاتها”، لافتاً إلى أن الخطة تغيرت عندما قامت مجموعة صغيرة من الأفراد بعرقلة القافلة والاعتداء على سائق ما تسبب بإلغاء المهمة ومغادرة القافلة على الفور.
ومؤخراً، حذرت منظمة العفو الدولية (أمنستي) من الاستمرار بخطط الأمم المتحدة الرامية لإعادة النازحين السوريين في مخيم الركبان إلى مناطق سيطرة الأسد، مشيرة إلى أن من شأن ذلك تعرض العائدين لخطر الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، بما في ذلك العنف الجنسي.
وقالت المنظمة إن لديها معلومات تفيد بأنه اعتباراً من أيلول/ سبتمبر تزمع الأمم المتحدة تسهيل نقل الأشخاص من الركبان إلى “الملاجئ” في حمص، حيث سيتم وضعهم في الحجر الصحي لمدة 14 يوماً.
وكشفت المنظمة أن نظام الأسد استخدم ما يسمى بالملاجئ لاعتقال واستجواب العائدين. ثم نُقل بعض هؤلاء العائدين إلى مراكز المخابرات حيث تم اعتقالهم تعسفياً، وفي بعض الحالات تعرضوا للتعذيب والإخفاء القسري.
يشار إلى أن قرابة 8 آلاف نازح يعيش في مخيم الركبان الواقع ضمن منطقة صحراوية ويعاني من أوضاع إنسانية صعبة، حيث يفتقد إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية.