أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في بيان السبت 30 تشرين الأول، عن “بالغ قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية”، وذلك على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن الحرب في اليمن.
وقال أبو الغيط إن التدهور جاء “في الوقت الذي كان السعي حثيثا لاستعادة قدر من الإيجابية في تلك العلاقات، لتعين لبنان على تجاوز التحديات التي يواجهها”.
وأشار مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، بحسب البيان، إلى أن “الأزمة التي تسببت فيها تصريحات سابقة لوزير الإعلام اللبناني وما تلاها من أحداث ومواقف، كان يتعين أن تعالج لبنانيا بشكل ينزع فتيلها ولا يزكي نارها على نحو ما حدث وأوصل الأمور إلى انتكاسة كبيرة في علاقات لبنان بمحيطه العربي عموما والخليجي خصوصا”.
وأضاف المصدر أن الأمين العام “لديه ثقة في حكمة وقدرة الرئيسين عون وميقاتي على السعي السريع من أجل اتخاذ الخطوات الضرورية، التي يمكن أن تضع حدا لتدهور تلك العلاقات، وتسهم في تهدئة الأجواء بالذات مع المملكة العربية السعودية، ورأب الصدع الذي تسببت فيه مواقف لأطراف ترغب ولديها مصلحة في تفكيك الروابط بين لبنان وأشقائه العرب”.
وناشد أبو الغيط في البيان “المسؤولين في دول الخليج بتدبر الإجراءات المطروح اتخاذها في خضم ذلك الموقف، بما يتفادى المزيد من التأثيرات السلبية على الاقتصاد اللبناني المنهار، والمواطن الذي يعيش أوضاعا غاية في الصعوبة.
وأعلنت السعودية، الجمعة، استدعاء سفيرها في بيروت، وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض “خلال الـ48 ساعة القادمة”، وذلك في إطار حزمة إجراءات اتخذتها المملكة على خلفية تصريحات قرداحي.
وشملت الإجراءت أيضا “وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة” وفق بيان لوزارة الخارجية السعودية نشرته وكالة الأنباء الرسمية “واس”.
واندلعت الأزمة بعد انتشار فيديو لقرداحي وهو يتحدث، خلال لقاء مصور، عما اعتبره “اعتداء السعودية والإمارات على اليمن” في مقابل أن الحوثيين “هم في موقع المقاومة والدفاع عن النفس”.
وفي سياق متصل، طالبت البحرين، ليل الجمعة، السفير اللبناني لديها بالمغادرة على خلفية أزمة تصريحات قرداحي، في وقت أعلن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، عبد الله بو حبيب، أنه سيتولى إدارة خلية لحل الأزمة.
وأوضح بوحبيب في بيان إنه سيدير الخلية من بيروت بناء على طلب رئيس مجلس الوزراء، نجيب ميقاتي، الموجود حاليا في زيارة عمل خارج البلاد، بالتنسيق والتشاور مع رئيس الجمهورية، ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء.
وبحسب البيان فإن “الخلية مهمتها الأساسية رأب الصدع لتجاوز الخلاف المؤسف المستجد، لأننا مؤمنون بأن ما يحدث مشكلة وليست أزمة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ويمكن تخطيها وحلها بالحوار الأخوي الصادق ولمصلحة بلداننا الصديقة”.
وأعرب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن أسفه لقرارات السعودية.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن ميقاتي قوله: “لطالما عبرنا عن رفضنا أي إساءة توجه إلى المملكة العربية السعودية ودعونا إلى تصحيح ما شاب العلاقات بين البلدين الشقيقين من شوائب خلال الفترة الماضية”.
وأكد ميقاتي أنه شدد قبل يومين على أن “موقف قرداحي الذي أعلنه قبل توليه مهامه الوزارية لا يمثل رأي الحكومة”.
وناشد رئيس الحكومة اللبنانية المملكة بالعودة عن قراراتها، وتعهد بالعمل “بكل جهد ومثابرة لإصلاح الشوائب المشكو منها ومعالجة ما يجب معالجته”.
وعبر ميقاتي للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان عن “الرفض الشديد والقاطع إلى كل ما يسيء للعلاقات الأخوية العميقة مع المملكة العربية السعودية”.
وتوجه ميقاتي إلى القادة العرب للمساعدة على تجاوز هذه الأزمة، مؤكدا على الاستمرار في إجراء الاتصالات لمعالجة الأزمة وتداعياتها.
الحرة