دوليسياسة

أزمة إنسانية تواجه أوكرانيا مع نقص الدواء.. وعدد اللاجئين يصل إلى مليون

يأتي هذا بالتزامن مع وصول الوفد الروسي إلى بيلاروسيا للبدء بجولة ثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية

حذر خبراء الصحة من أن أوكرانيا تواجه أزمة إنسانية، حيث خلفت الهجمات الصاروخية الروسية المستمرة على مناطق سكنية في عدة مدن مئات القتلى من المدنيين، وأجبرت أكثر من مليون لاجئ على الفرار من البلاد.

 

وقالت منظمة الصحة العالمية إن بعض الإمدادات الصحية بدأت بالفعل في النفاد، بحسب صحيفة “الغارديان”.

 

وقالت يارنو هابيتشت، ممثلة منظمة الصحة العالمية في أوكرانيا: “نحن نقترب من أزمة إنسانية بسرعة كبيرة”، وأضافت “نحن قلقون بشأن توفير الكهرباء والأوكسجين والأدوية”.

 

وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن المنظمة تحقق في تقارير متعددة عن “هجمات على المرافق الصحية والعاملين الصحيين”، مشيرا إلى أن الهجمات على الرعاية الصحية ستكون “انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي”.

 

وذكت المنظمة العالمية أن أول شحنة من الإمدادات الطبية لأوكرانيا ستصل إلى بولندا الخميس، داعية إلى فتح ممر إنساني لتسهيل وصول الإمدادات إلى المدنيين العالقين في القتال.

 

وقال غيبريسوس إن الشحنة تضم 40 طنا من الإمدادات لعلاج الإصابات وإجراء الجراحات الطارئة تكفي 1000 مريض، بالإضافة إلى إمدادات أخرى لتلبية احتياجات 150 ألف شخص.

 

وأضاف تيدروس “هناك حاجة ملحة لفتح ممر آمن لضمان وصول العاملين في المجال الإنساني والإمدادات بشكل آمن ومستمر إلى العالقين في الصراع”.

 

وذكرت هابيتشت أنه من الصعب العثور على سائقين لنقل الإمدادات، مشيرة إلى أن بعض الإمدادات تشمل علاج الأمراض غير المعدية والإنسولين وأدوية ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى جرعات مثل مضادات التيتانوس.

 

كانت خدمة الطوارئ الأوكرانية أعلنت مقتل أكثر من 350 مدنيا، بينهم 14 طفلا، وإصابة أكثر من 2000 منذ بدء الغزو، بالإضافة إلى تدمير مئات المباني من مرافق النقل والمستشفيات ورياض الأطفال والمنازل. وأكدت أن “الأطفال والنساء وقوات الدفاع يفقدون حياتهم كل ساعة”.

 

وأعلن المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي الخميس، أنّ مليون لاجئ أوكراني فرّوا من بلدهم منذ بدأت القوات الروسية غزوه قبل أسبوع.

 

وقال غراندي في تغريدة على تويتر إنّه “في غضون سبعة أيام فقط شهدنا تدفق مليون لاجئ من أوكرانيا على الدول المجاورة لها”، مضيفاً أنّه “بالنسبة لملايين آخرين داخل أوكرانيا، حان الوقت لأن تسكت المدافع حتى تتمكّن المساعدات الإنسانية من أن تصل وتنقذ أرواحاً”.

 

الوضع ميدانيًا

ميدانياً، في اليوم السابع من الهجوم الذي أطلقه الرئيس فلاديمير بوتين، واصلت القوات الروسية الأربعاء هجومها على المدن الأوكرانية خصوصا خاركيف، ثاني مدن البلاد.

 

بعد عدة عمليات قصف على وسط المدينة الثلاثاء أوقعت 21 قتيلا على الأقل بحسب الحاكم المحلي، استهدفت ضربات صباح الأربعاء مقار محلية لقوات الأمن والشرطة وكذلك جامعة هذه المدينة الواقعة على بعد 50 كلم عن الحدود الروسية بحسب أجهزة الطوارئ مشيرة الى سقوط أربعة قتلى على الأقل وتسعة جرحى.

 

وقال أنتون غيراشتشنكو مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية “لم يعد هناك أي منطقة في خاركيف لم تسقط فيها قذيفة بعد”.

 

وأكد المسؤولون الأوكرانيون أن الضربات الصاروخية الروسية على خاركيف أصابت مبان غير عسكرية بما في ذلك مستشفى وجامعة وقتلت ما لا يقل عن 25 مدنيا. 

 

قال أوليكسي ديمشينكو، وهو مبرمج كمبيوتر يبلغ من العمر 27 عامًا في المدينة: “الحقيقة، إنه الجحيم. إنهم يضربون منازل الناس والمرافق الصحية والحدائق. أعتقد أن هدفهم هو كسرنا نفسياً لأنهم يريدون منا الإخلاء. لكن جيشنا سيحمينا. الناس لن يستسلموا”.

 

في العاصمة كييف، على بعد حوالي 500 كلم الى الغرب حيث يستعد السكان الذين ظلوا فيها منذ أيام لهجوم، يسود هدوء نسبي الأربعاء بعد ضربات الثلاثاء استهدفت برج التلفزيون موقعة خمسة قتلى.

 

وقرب برج التلفزيون، في محطة دوروهوجيتشي التي تم تحويلها إلى ملجأ، شاهد مراسلو وكالة فرانس برس عشرات العائلات. 

 

كانت أنتونينا بوزي، وهي متقاعدة جاءت مع أحفادها، تعد حساء الجزر والبطاطس. وقالت وهي تشير إلى السقف بسكين “إن ما يجري هناك مخيف” وأضافت “بناتي يحضرن الطعام لنا، والجيران يقدمون الحلوى للصغار. الجميع يحاول تقديم المساعدة”.

 

من جانبه، اتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، موسكو بالسعي الى “محو” أوكرانيا وتاريخها داعيا اليهود إلى “عدم لزوم الصمت”.

 

وقال في مقطع مصور “لا يعرفون شيئا عن عاصمتنا. لا يعرفون شيئا عن تاريخنا. لكن لديهم أوامر بمحو تاريخنا ومحو بلدنا ومحونا جميعا” وحض بلدان العالم على عدم الوقوف على الحياد.

 

كما استهدف القصف مدينة جيتومير الواقعة على بعد 150 كيلومترا غرب كييف. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس سكاناً يفتشون وسط أنقاض سوق صغيرة ومنطقة سكنية الأربعاء. قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من عشرة، بحسب سكان المدينة.

 

وخلال الساعات الماضية، أكّد مسؤولون أوكرانيون أنّ الجيش الروسي سيطر على خيرسون، المدينة الكبيرة في جنوب البلاد والتي كانت موسكو أعلنت منذ الصباح سقوطها في قبضة قواتها في أعقاب معارك ضارية.

 

وقال رئيس الإدارة الإقليمية غينادي لاخوتا، في رسالة على تطبيق تلغرام إنّ “المحتلّين (الروس) موجودون في كلّ شوارع المدينة وهم خطرون جداً”.

 

كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنت الأربعاء قرارا يطالب روسيا “بالتوقف فورا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا” بأغلبية أصوات 141 دولة فيما عارضته 5 دول وامتنعت 35 عن التصويت من بينها الصين، بين 193 دولة عضوا.

 

يطالب القرار موسكو “بأن تسحب على نحو فوري وكامل وغير مشروط جميع قواتها العسكرية” من أوكرانيا، و”يدين قرار روسيا زيادة حالة تأهب قواتها النووية”.

 

مسار المفاوضات

إلى ذلك وصل الوفد الروسي إلى بيلاروس للبدء بجولة ثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية، والمقررة اليوم، حيث لم تسفر المحادثات الأولية التي أجريت الاثنين في بيلاروسيا كذلك عن نتائج ملموسة.

 

وتطالب كييف بالوقف الفوري للهجوم الروسي وأعلنت موسكو أن وقف إطلاق النار سيكون على جدول أعمال الجولة الثانية من المفاوضات، فيما واصلت قصف عدة مدن في أوكرانيا، وكشفت عن مقتل 498 من جنودها منذ بداية الغزو.

 

الحرة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى