لا يزال خيار استخدام الأسلحة النووية من جانب القوات الروسية في الحرب ضد أوكرانيا مرجحا، وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
ويشير المحللون والخبراء إلى أن القوات الروسية عكفت منذ فترة طويلة للانتقال من الحرب التقليدية إلى الحرب النووية وذلك لاستخدامها كوسيلة لكسب اليد العليا بعد الخسائر في ساحة المعركة.
ويرى الخبراء أن الجيش الروسي، الذي يمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، قد استكشف مجموعة متنوعة من الخيارات التصعيدية التي قد يختار بوتين من بينها.
وقال الخبير الاستراتيجي النووي بجامعة هامبورغ في ألمانيا، أولريش كوهن، إن فرص اللجوء للسلاح النووي “منخفضة” لكنها ترتفع تدريجيا، لا سيما وأن “الحرب لا تسير على ما يرام بالنسبة للروس في المقابل الضغط الغربي يتزايد”.
وكان القلق بشأن استخدام روسيا للأسلحة النووية الصغيرة تصاعد بالفعل عندما وضع الرئيس، فلاديمير بوتين، قواته النووية في حالة تأهب، وجعل جيشه ينفذ هجمات محفوفة بالمخاطر على محطات الطاقة النووية في أوكرانيا.
في وقت سابق من مارس، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن “احتمال نشوب حرب نووية قد عاد الآن إلى عالم الاحتمالات”.
وقال الباحث في القوات النووية الروسية، بافيل بودفيغ، إن التأهب قد أدى على الأرجح إلى احتمال تلقي أمر نووي لنظام القيادة والتحكم الروسي.
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أنه إذا شعر بوتين بأنه محاصر في الصراع، فقد يختار تفجير أحد أسلحته النووية الأقل تدميرا في عملية تمثل كسرا للمحرمات التي تم وضعها قبل 76 عاما بعد حادثتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان.
وتمتلك كل من روسيا والولايات المتحدة أسلحة نووية أقل تدميرا بكثير من تلك القنبلة التي ألقيت على هيروشيما في الحرب العالمية الثانية عام 1945، وربما يكون استخدامها “أقل إثارة للخوف” و”أكثر قابلية للتفكير”، وفقا لـ “نيويورك تايمز”.
وقال كوهن إن بوتين قد يستخدم السلاح النووي على منطقة غير مأهولة بدلا من الهجوم المباشر ضد القوات الأوكرانية. وأضاف: “إنه شعور مروع أن نتحدث عن هذه الأشياء. لكن علينا أن نعتبر أن هذا الشيء أصبح احتمالا”.
ويسافر الرئيس الأميركي، جو بايدن، لحضور قمة الناتو في بروكسل هذا الأسبوع لمناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا. ومن المتوقع أن تتضمن الأجندة كيف سيرد حلف شمال الأطلسي إذا استخدمت روسيا أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو إلكترونية أو نووية.
والخميس، قال مدير وكالة استخبارات الدفاع، الجنرال سكوت دي بيرير، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي، إنه من المرجح أن تعتمد موسكو “بشكل متزايد على رادعها النووي للإشارة إلى الغرب واستعراض القوة” لأن الحرب وعواقبها تضعف روسيا، وفق قوله.
منذ عام 2014 على الأقل، عندما أدى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى توتر شديد مع الغرب، حيث صاغت موسكو سياسة احتمال استخدام الأسلحة النووية ضد أي تهديد “لوجود الدولة نفسها”.
وقالت نينا تانينوالد، أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون والتي شرحت مؤخرا الأسلحة النووية الأقل قوة، “يستخدم بوتين الردع النووي ليشق طريقه في أوكرانيا”.
الحرة