دوليسياسة

ترهيب واغتصاب.. شهود عيان يروون فظائع الجيش الروسي في قرية أوكرانية

أدى الغزو الروسي لأوكرانيا وسيطرتها قواتها على بعض البلدات والقرى والمدن إلى ارتكاب العديد من الانتهاكات والجرائم الإنسانية كما حدث في قرية مالا روهان قرب مدينة خاركيف، بحسب تقرير لصحيفة “إندبنت” البريطانية.

 

وكانت قوات روسية قد استطاعت السيطرة على القرية الصغيرة في اليوم الثاني من بدء الغزو الروسي، قبل أن يستعيدها الجيش الأوكراني عبر هجوم مضاد نفذه خلال الأسبوع الماضي، وبحسب شهادات العديد من سكان القرية فإن الجنود الروس اقترفوا العديد من الانتهاكات بحق سكانها.

 

ومن بين تلك الانتهاكات، قصة أم شابة تبلغ من العمر 27 عاما كان قد اغتصبها جندي مراهق وأقدم على حلاقة شعرها وإصابتها بجروح في وجهها ورقبتها.

 

وصورت والدة الضحية مقطعا مصورا ذكرت فيه ما حدث لابنتها التي أصيبت بصدمة جراء محنتها، مشيرة إلى أنها كانت وابنتها قد اتخذتا رفقة حوالي 40 شخصا آخر من مدرسة القرية ملجأ لهم لتفادي القصف والمعارك قبل أن يأتي أحد الجنود الذي لم يكمل عامه التاسع عشر ليقتحم المدرسة ليلا وهو مخمور.

 

بكاء ورعب

وقالت الأم إن الجندي الذي كان مخمورا لوح بمسدسه وأمر الجميع بالركوع مهددا بإطلاق النار عليهم. ثم أخذ أحد الأطفال معه وأرغمه على المشاركة في تحطيم نوافذ المتاجر بقضبان حديدية.

 

وعاد الجندي مع الابن بعد نصف ساعة إلى المدرسة الأسرة، لكنه بعد ذلك أمسك الضحية تحت تهديد السلاح وسحبها إلى غرفة في الطابق الثاني من المدرسة، بينما ابنتها الصغيرة تبكي من الخوف.

 

وتابعت والدة الضحية الأم: “لم أستطع النوم طوال الليل، ظننت أنه سيقتلها، ولكن ابنتي عادت في السابعة صباحًا بعدما اغتصبها الجندي بشكل متكرر… لقد حقنها بشيء، قائلاً إنه مسكن للألم ولن تشعر بأي شيء”.

 

وزادت “اغتصبها وجرحها في وجهها وعنقها بسكين. كما قص شعرها، و لم تعد ابنتي قادرة على الحديث عن هذا الأمر، لقد تأثرت بشدة بما حدث “.

 

وأشار شهود عيان إلى أن تلك الواقعة قد حدثت في 13 مارس الماضي، وقالوا أن القوات الروسية اعتقلت ذلك الجندي وزعم قادته أنهم سوف يدعمونه، وسيدعون أنه لقي مصرعه خلال قتاله ضد القوات الأوكرانية.

 

ووصف أحد الشهود ويدعى، سيرجي، ذلك الجندي بأنه “كان متوسط القامة  وقوي البنية و ذو شعر داكن، ولديه وشم على رقبته”. 

 

وغادرت الضحية وعائلتها مالا روهان في اليوم التالي من واقعة الاغتصاب، فيما قالت إحدى ساكنات القرية، فالنتينا، والبالغة من العمر 65 سنة: “ما حدث كان مروعًا حقًا. سمعت أن الجندي أخبر زملائه الآخرين أن الشابة ذهبت معه لتعاشره ولكنه كان كاذبا”.

 

وأضافت: “أنا روسية وأشعر بالخجل مما حدث ولم يكن هذا الاغتصاب هو الأمر السيئ الوحيد، فقد هاجموا هذا البلد بلا سبب وهذا أمر خاطئ”.

 

وأوضح قرويان آخران، هما يوليا (47 عامًا) وأندريه (46 عامًا) أن سلوك عناصر القوات الروسية كان فيه الكثير من الشر.

 

وقالت يوليا: “بعضهم اكتفى بطلب الطعام، لكن آخرين كانوا يطلقون النار في الهواء، ويتصرفون بشكل سيء ويشربون الخمر كثيرًا”. 

 

وزادت: “هذه القرية دمرت بسبب وجودهم، وقد اضطررنا إلى قضاء معظم الوقت تحت الأرض لمدة شهر بسبب القصف”.

 

وأردفت: “لا نعرف ما حدث للجندي الذي اغتصب المرأة.. قالوا إنهم سيطلقون النار عليه.. كان بإمكانه قتل تلك الفتاة وأشخاص آخرين في المدرسة بسهولة”.

 

يأتي الكشف عن الانتهاكات في مالا روهان بعد أن أعلنت المدعي العام الأوكراني، إيرينا فينيديكتوفا أن جنديًا روسيًا مطلوبًا فيما يتعلق باغتصاب امرأة وقتل زوجها في بلدة بروفاري بالقرب من العاصمة كييف.

 

وحذرت شخصيات عامة وجماعات حقوق الإنسان، في أوكرانيا وخارجها، من أن العدد الفعلي للاعتداءات الجنسية من قبل القوات الروسية قد يكون أكبر بكثير.

 

وقالت البرلمانية عن مدينة خاركيف ماريا ميزينتسيفا، الأسبوع الماضي إن هناك “عددًا أكبر من الضحايا”، وإنها تتوقع ظهور العديد من الحالات، مضيفة “بالتأكيد لن نصمت”.

 

ومن الحوادث الأخرى التي شهدتها قرية مالا روهان مقتل 10 أشخاص من سكانها، حيث دفنت إحدى الأسر رجلًا ابنها حديقة منزلهم لأنه كان من الخطير جدًا الذهاب إلى المقبرة خارج القرية.

 

والقتيل يدعى ميخائيل، وقد قضى خلال القصف حيث انتظرت الأسرة عدة أيام لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم دفنه بشكل لائق.

 

ويقول أحد جيران العائلة، ويدعى سفيتوسلاف شنايدر: “لم يكن أمامهم في النهاية خيار سوى حفر قبر في الحديقة”.

 

وتابع “غادرت بعض العائلات القرية عندما أمكنهم ذلك، وبقت أنا هنا لأعتني بممتلكاتهم وحيواناتهم الأليفة وحيوانات مزارعهم، نأمل أن يعود السكان ولكن قد يستقر آخرون في مكان آخر “.

 

وفي بقعة أخرى من القرية، رقدت جثة جندي روسي غير مدفونة على بعد 20 ياردة من منزل العجوز فاسيلي جريغيروفيتش، الذي قال “لقد تركوه هناك مع جثث أخرى بعدما انسحبوا على عجل.. جاءوا إلى هذا البلد وخاضوا هذه الحرب الغبية ومات بعضهم “.

 

وزاد: “عمري 82 سنة ولم يتبق لي الكثير، لكن يمكنني أن أفهم ما إذا كان بعض الأشخاص الذين غادروا يختارون عدم العودة إلى القرية، فقد حدثت أشياء سيئة هنا، وأضحت للكثير ذكريات سيئة يريدون نسيانها”.

الحرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى