دوليسورياسياسة

الدفاع المدني يقدم إرشادات للأوكرانيين في كيفية التعامل مع القصف الروسي

وسط قاعةٍ دمّرها القصف في شمال غربي سوريا، يجلس مسعفان قرب دمية ممددة على الأرض وهما يقدمان إرشادات حول كيفية التعامل مع إصابات الحرب، في محاكاة افتراضية لعمليات إنقاذ موجّهة للمسعفين الأوكران الذين يتعاملون مع تداعيات القصف الروسي.

 

ويأتي تصوير مقاطع الفيديو في إطار مبادرة أطلقتها منظمة الدفاع المدني في محافظة إدلب ومحيطها، التي لطالما كان عناصرها من أول المستجيبين لجولات القصف التي شنتها قوات الأسد وموسكو منذ بدء تدخلها العسكري، بحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن وكالة الصحافة الفرنسية. 

 

أثناء تصوير مقطع داخل الطبقة الثانية من مبنى دمّره قصف سابق في مدينة أريحا التي شهدت معارك عنيفة وتعرضت لقصف كثيف طيلة سنوات الحرب في جنوب إدلب، يشرح أحد المسعفين كيفية تثبيت الأطراف عند إصابتها أو التعامل مع جرح ينزف، مطبقاً بعناية الخطوات الواجب اتخاذها على الدمية.

 

وسط شارع تحيط به أبنية مدمرة، يسير المتطوع إسماعيل العبد الله أمام كاميرا زملائه وهو يقول باللغة الإنجليزية: «كمستجيبين أوائل، نعتقد أنه بإمكاننا مشاركة تجاربنا في سوريا مع عمال الإغاثة الإنسانيين بأوكرانيا».

 

وشرح العبد الله لوكالة الصحافة الفرنسية أن هدف المبادرة «إنتاج مقاطع فيديو مترجمة للغة الأوكرانية، تحتوي على نصائح وإرشادات حول كيفية تعامل المستجيبين الأوائل والمدنيين مع عمليات القصف، خصوصاً استراتيجية القصف الجوي المزدوج التي يتبعها الجيش الروسي في قصف المنشآت الصحية والحيوية ثم فرق الإنقاذ والإسعاف» فور حضورها إلى المواقع المستهدفة.

 

وتتضمن مقاطع فيديو أخرى، تمت ترجمتها إلى الأوكرانية على أن ينشرها الدفاع المدني على منصاته عبر الإنترنت ويشاركها مع ناشطين أوكران، توجيهات إزاء «كيفية التعامل مع مخلّفات الحرب والذخائر غير المنفجرة، إضافة إلى دعوة فرق الإنقاذ الأوكرانية إلى توثيق عملها باستخدام كاميرات (غو برو) للحفاظ على مصداقيتهم»، وفق العبد الله.

 

ويوضح العبد الله أن النصائح التي يقدمها وزملاؤه إلى نظرائهم الأوكران مستمدة من خبرات اكتسبوها خلال «التعامل مع استراتيجيات القصف الروسي»، منذ بدء تدخل موسكو عسكرياً عام 2015. 

 

ويأمل الطالب في اختصاص الطب محمّد حاج موسى الذي يشارك بدوره في تقديم الإرشادات في أن تساعد مقاطع الفيديو المسعفين والشعب الأوكراني «على التعامل مع الإصابات التي يمكن أن يشاهدوها في أي لحظة».

 

ويقول: «عشنا التجربة وشاهدنا الضحايا، وشكّل ذلك دافعاً لتعلم هذه المهارات الإسعافية وتطويرها لنتمكن من إسعاف الضحايا». ويأمل في أن تصل مقاطع الفيديو إلى أوكرانيا وكل بلد يشهد حرباً مماثلة، وأن يتمكن كل من يشاهدها من أن «ينقذ الأرواح».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى