حذر فريق عمل تابع للأمم المتحدة في تقرير جديد بأن حرب روسيا تهدد بتدمير اقتصادات عدة بلدان نامية تواجه الآن ارتفاعا في تكاليف الغذاء والطاقة، وأزمات مالية متزايدة.
ونشر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، التقرير الأربعاء 123 نيسان، وأكد أن الحرب تتسبب في أزمة في الغذاء والطاقة والتمويل في البلدان الفقيرة التي كانت تكافح بالفعل قبل الحرب لمواجهة جائحة فيروس كورونا وتغير المناخ وعدم وجود تمويل كاف لإنعاش اقتصاداتها.
وقالت ريبيكا غرينسبان، رئيسة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، والتي نسقت فريق العمل، إن 107 دول تتعرض بشكل كبير لبعد واحد على الأقل من أبعاد أزمة الغذاء والطاقة والتمويل، وأن 69 دولة معرضة بشدة للأزمات الثلاث.
وأضافت “تواجه هذه الدول ظروفا مالية صعبة للغاية بدون قدرات مالية، وبدون تمويل خارجي لتخفيف حدة الأزمة”.
ويحث التقرير الدول على ضمان التدفق المستمر للغذاء والطاقة من خلال الأسواق المفتوحة، ويدعو المؤسسات المالية الدولية إلى بذل كل ما في وسعها لضمان مزيد من السيولة فورا.
وبحسب الأمم المتحدة، تهدد الأزمة الأوكرانية بدفع ما يصل إلى 1.7 مليار شخص – أي أكثر من خُمس البشرية – إلى الفقر والعوز والجوع.
وتوفر أوكرانيا وروسيا نحو 30 في المائة من القمح والشعير في العالم، وخمس محصول الذرة، وأكثر من نصف زيت عباد الشمس. وتعد حبوبهم مصدرًا غذائيًا أساسيًا لبعض الأشخاص الأكثر فقرًا وضعفًا، حيث توفر أكثر من ثلث القمح الذي تستورده 45 دولة أفريقية وأقل نموًا.
في الوقت نفسه، تعد روسيا أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم وثاني أكبر مصدر للنفط.
وضاعفت الحرب من التحديات التي يواجهها العديد من البلدان النامية نتيجة لوباء كورونا، فضلاً عن أعباء الديون التاريخية والتضخم المتصاعد.
منذ بداية عام 2022، ارتفعت أسعار القمح والذرة بنسبة 30 في المائة، وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 60 في المائة خلال العام الماضي، كما زادت أسعار الغاز الطبيعي والأسمدة بأكثر من الضعف.
في الوقت نفسه، تواجه العمليات الإنسانية للأمم المتحدة أزمة تمويل، فقد حذر برنامج الأغذية العالمي (من أنه لا يملك الموارد الكافية لإطعام الجياع في المواقف اليائسة.
وقال غوتيرش إن التقرير يوضح أن هناك علاقة مباشرة بين ارتفاع أسعار المواد الغذائية وعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي. وأضاف: “عالمنا لا يستطيع تحمل هذا. علينا أن نعمل الآن”.
الحرة