منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، حققت قوات موسكو بعض المكاسب في المنطقة الشرقية للبلاد، وهو ما رافقه خسائر في صفوف قواتها، مع تزايد الأدلة على إرهاق الجنود ومحاولاتهم بشتى الوسائل الهروب من ساحة المعركة.
مع استمرار الصراع، اشتكى مقاتلون روس في منطقة شرق أوكرانيا الخاضع للسيطرة الروسية من الظروف السيئة وطول فترات الخدمة على جبهة القتال.
معاناة
وفي مقطع فيديو انتشر على موقع “تويتر”، قال مقاتلون من الفوج 113 في دونيتسك، “لقد واجه أفرادنا الجوع والبرد، ولفترة طويلة كنا بدون أي دعم مادي أو طبي أو غذائي”.
Мобилизация по донецки, "стоять до последнего"?
/по обычаям древних, захваченный город отдавался на разграбление – вот за разграбление остатков Мариуполя они и будут стоять, а там на одном металлоломе можно подняться красиво/ pic.twitter.com/2EyP3H1n9v
— IgorGirkin (@GirkinGirkin) May 25, 2022
وأضاف المقاتلون: “بيننا أشخاص يعانون من مشاكل طبية مزمنة، وأشخاص يعانون من مشاكل عقلية، وتثار أسئلة كثيرة يتجاهلها كبار المسؤولين”.
واشتكى جندي روسي يقاتل في شرق أوكرانيا، وقاتل سابقا في خاركيف من الإرهاق، قائلاً إنه اتصل بمحام واشتكى من أنه لم ير زوجته منذ شهور، وفقا لتصريحاته لصحيفة “الغارديان” البريطانية.
وقال أندريه، الذي يخدم مع اللواء السابع والثلاثين للحرس المنفصل ومقره في بورياتيا بسيبيريا، “أقاتل في أوكرانيا منذ بداية الحرب، لقد مر أكثر من ثلاثة أشهر حتى الآن”، مضيفا : “إنه أمر مرهق، وحدتي بأكملها تريد استراحة، لكن قيادتنا قالت إنها لا تستطيع استبدالنا الآن”.
وتابع “تبدو شهور القتال الثلاثة بالفعل أطول من السنوات الأربع التي أمضيتها في الخدمة في الجيش خلال أوقات السلم”، مضيفا “لقد اتصلت بالفعل بمحام عبر الإنترنت أخبرني أنه بموجب القانون يمكن للجنرال إبقائنا، لذلك لا يوجد الكثير مما يمكننا القيام به”.
وقال جندي آخر زعم أنه يخدم في الفوج 107 في دونيتسك: “لقد تمت تعبئتنا بشكل غير قانوني”، مضيفا “أكثر من 70٪ من القوات هنا تم إخراجهم من الخدمة سابقًا لأنهم لا يستطيعون القتال جسديًا”.
وتابع:” أكثر من 90٪ لم يسبق لهم القتال من قبل ورأوا كلاشينكوف للمرة الأولى”، مضيفا “لقد تم وضعنا على الخطوط الأمامية”، وفقا لـ”الغارديان”.
وتتوافق تصريحات الجنود الروس مع تقارير متزايدة عن معاناتهم، بسبب طول أمد الحرب.
زيجات وهمية للهروب
حاول بعض الجنود الروس ترتيب زيجات وهمية للهروب من الحرب في أوكرانيا، وفقًا لمكالمة هاتفية اعتراضها وكالة المخابرات الأوكرانية، الثلاثاء.
ونشر حساب الوكالة على موقع “فيسبوك”، المكالمة الهاتفية، وعلق عليها قائلا: “المحتلون الروس يحاولون عقد زيجات صورية هربا من الحرب”.
في المحادثة التي تم التنصت عليها، قالت إنه يمكن سماع الجندي وهو يصف كيف طلب من صديقه “الذهاب إلى مكتب التسجيل وتقديم عرض زواج” لتجنب الحرب.
ومع ذلك، قيل للجندي إن خطته لن تنجح لأن الجيش الروسي اتخذ إجراءات صارمة ضد المنشقين في الأسبوع الأخير.
وأضافت الوكالة أنه لا يمكن للجنود الروس العودة إلى ديارهم إلا في ثلاث حالات فقط، وهي الإصابة أو الوفاة أو فقدان أحد الأقارب”.
لكن ذلك لا يمثل المرة الأولى التي يلجأ فيها جنود روس إلى حيل للهروب من الحرب، وفقا لتقرير مجلة “نيوزويك”.
وفي الشهر الماضي، قال مسؤولون أوكرانيون إن قائدا روسيا أطلق النار على ساقه لتجنب الذهاب إلى الخطوط الأمامية للقتال.
في حالات أخرى، ورد أن الجنود الروس توقفوا عن تلقي الأوامر وقاموا حتى بتخريب مركباتهم الحربية، وفقا لـ”نيوزويك”.
روح معنوية منخفضة
قال أستاذ التاريخ بالجامعة الكاثوليكية والعضو السابق في فريق تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأميركية، مايكل كيميج، “هناك أسباب وجيهة لانخفاض الروح المعنوية من الجانب الروسي”.
وأضاف:” الحرب لا تسير على ما يرام، والغرض منها غير واضح، وخوض حرب ضد جار يسهل التواصل معه يمثل عبئا نفسيا على الجنود”، وفقا لـ”نيوزويك”.
ووفقا لتحليل سابق لموقع “وار ان روكس”، فإن قدرات الجيش الروسي تناسب الحملات المكثفة قصيرة الأمد التي يحددها الاستخدام المكثف للمدفعية، لكنه غير قادر على خوض حرب استنزاف طويلة.
ولجأت روسيا لاستخدام مقاتلين مأجورين لتعزيز قواتها منذ بداية الحرب، وفي شهر أبريل، قال مسؤول أوروبي إن التقديرات تشير إلى نشر ما بين 10 آلاف إلى 20 ألف مرتزق في دونباس، بينهم مقاتلين من “فاغنر”، وفقا لـ”الغارديان”.
فيما قدر المسؤولون الأوكرانيون أن حوالي 30 ألف جندي روسي لقوا حتفهم بالفعل، بينما قُتل ما لا يقل عن عشرة من كبار الجنرالات العسكريين في البلاد، وفقا لـ”نيوزويك”.
الحرة