وقعت ثلاث تسريبات منفصلة من خطي أنابيب “نورد ستريم 1 و 2” المملوكين لروسيا، حيث تشتبه دول أوروبية في وقوع “أعمال تخريبية متعمدة”، بينما حذرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية منذ أسابيع من “هجمات محتملة تحت بحر البلطيق”.
عمل تخريبي متعمد
قال مسؤولون في جميع أنحاء أوروبا، الثلاثاء، إن الانفجارات تحت بحر البلطيق وانهيار خطوط أنابيب الغاز الطبيعي الرئيسية من روسيا إلى ألمانيا كان “هجوما متعمدا على ما يبدو”.
واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، الثلاثاء، أن عمليات تسرب الغاز التي رصدت في خطي أنابيب “نورد ستريم” هي نتيجة “فعل تخريبي”.
وحذرت المسؤولة الأوروبية من أن “أي تعطيل متعمد لبنية تحتية للطاقة في أوروبا هو غير مقبول وسيؤدي إلى أقوى رد ممكن”، وفقا لـ”فرانس برس”.
وقبل ذلك أعلنت رئيسة وزراء الدنمارك، ميتي فريدريكسن، الثلاثاء، أن تسرب الغاز الذي حصل في خطي أنابيب نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 قرب جزيرة دنماركية ببحر البلطيق ناجم عن “عمل متعمد” و”ليس حادثا”.
وقال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إن التسرب كان نتيجة “هجمات متعمدة على البنية التحتية”، مضيفا أن برلين تعرف الآن على وجه اليقين “أنها لم تكن ناجمة عن أحداث طبيعية أو شقوق” بسبب التحميل الدوري على الخطين، وفقا لـ”رويترز”.
وقالت رئيسة الوزراء السويدية، ماجدالينا أندرسون ، إنه تم الكشف عن انفجارين فيما يتعلق بوقائع التسرب، مؤكدة أن حكومتها على اتصال وثيق مع شركاء مثل حلف شمال الأطلسي وجيران مثل الدنمارك وألمانيا بشأن التطورات، حسب “رويترز”.
وألقي رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، باللوم على روسيا في وقوع التسريبات، قائلا إنها كانت محاولة لـ”زعزعة استقرار الطاقة في أوروبا”.
تحذير استخباراتي مسبق
وقبل وقوع عمليات التسريب بأسابيع، حذرت الاستخبارات المركزية الأميركية ( سي آي إيه)، الحكومات الأوروبية من هجمات محتملة على خطوط الأنابيب تحت البحر، وفقا لتقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وتشير “نيويورك تايمز”، إلى ما تم نشره على مجلة “دير شبيغل” الألمانية حول تقديم الولايات المتحدة ما يسميه مسؤولو المخابرات “تحذيرا استراتيجيا” لهجوم محتمل.
وقالت المجلة الألمانية، الثلاثاء، إن الوكالة حذرت ألمانيا قبل أسابيع من هجمات محتملة على خطوط أنابيب غاز في بحر البلطيق.
وأفادت نقلا عن مصادر لم تسمها أن الحكومة الألمانية تلقت معلومات من وكالة المخابرات المركزية في الصيف، مضيفة أن برلين تفترض هجوما استهدف خطي أنابيب نورد ستريم 1 و 2.
وتشير “نيويورك تايمز” إلى أن المعلومات الاستخباراتية كان موجهة لعدد عدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا، محذرة من أن “خطي أنابيب الغاز نورد ستريم اللذين ينقلان الغاز الطبيعي من روسيا يمكن استهدافهما في هجمات مقبلة”.
وجاء التحذير الاستخباراتي “دون تفاصيل حول الوقت المحتمل أو المكان أو الطريقة المحتملة لضربة محتملة”، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.
تهديد أمن الطاقة في أوروبا
أدت تلك التطورات إلى “تعميق حالة عدم اليقين بشأن أمن الطاقة الأوروبي وسط ارتفاع الأسعار والمخاوف من نفاد الوقود خلال الشتاء”، وفقا لتقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
ولم يكن هناك “تأثير فوري للهجمات” على إمدادات الطاقة الأوروبية، لكن ذلك يزيد من المخاطر ويعمق القلق الأوروبي، بشأن “حرب الطاقة المستعرة بين روسيا والغرب”، حسب الصحيفة.
وكانت خطوط الأنابيب نقطة محورية في المواجهة الأوسع بين روسيا وأوروبا، بعد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على موسكو لمعاقبتها على غزو أوكرانيا في فبراير، وفقا للصحيفة.
وخفضت روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر نورد ستريم 1 قبل تعليق الإمدادات بالكامل في أغسطس ملقية باللوم على العقوبات الغربية في التسبب في صعوبات فنية، ويقول السياسيون الأوروبيون إن ذلك كان ذريعة لوقف إمدادات الغاز.
ولم يبدأ خط الأنابيب الجديد نورد ستريم 2 بعد عملياته التجارية، وألغت ألمانيا خطة استخدامه للتزود بالغاز قبل أيام من إرسال روسيا قواتها إلى أوكرانيا في فبراير فيما تصفه موسكو بأنه “عملية عسكرية خاصة”، وفقا لـ”رويترز”.
وفي حين أن أنابيب نورد ستريم التي يديرها تحالف شركات تملك غازبروم الروسية الغالبية فيه، هي خارج الخدمة حاليا، لكن كلا الخطين لا يزالان يحتويان على الغاز، حسب “فرانس برس”.
الحرة