خلال الهجوم الأوكراني المضاد، لم تتمكن كييف من استعادة أراضيها المحتلة من قبضة الروس فقط، لكن القوات الأوكرانية نجحت في الاستيلاء على “معدات عسكرية روسية” تستخدمها حاليا ضد قوات موسكو.
ومنذ بداية سبتمبر، استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي، بما في ذلك عشرات المراكز في الأيام القليلة الماضية فقط.
وتحولت دفة الحرب بشكل واضح لصالح أوكرانيا ، وترك آلاف الجنود الروس مواقعهم بعد انهيار خط الجبهة، أولا في الشمال الشرقي، ثم في الجنوب أيضا منذ بداية هذا الأسبوع، وفقا لـ”رويترز”.
تمكنت أوكرانيا من “الاستيلاء على دبابات ومدافع هاوتزر ومركبات قتالية روسية”، وتستخدمها قوات كييف حاليا ضد الروس مع تقدم الجيش الأوكراني في الجزء الشرقي من البلاد، وفقا لتقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
يقول مسؤولون عسكريون إن القوات الأوكرانية استولت على “مئات القطع العسكرية”، بعدما تخلى الجيش الروسي عن أسلحته الثقيلة ومستودعاته خلال تراجعه في منطقة خاركيف، حسب الصحيفة.
كانت بعض المعدات الروسية جاهزة للاستخدام الفوري بينما يجري إصلاح البعض الآخر، ويتم تفكيك الدبابات والمركبات والبنادق التي تضررت بدرجة كبيرة لاستخدامها كـ”قطع الغيار”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
وساعدت تلك الأسلحة الروسية القوات الأوكرانية خلال استعادتها لأجزاء من منطقة دونيتسك الشرقية، بما في ذلك بلدة ليمان.
وأكد نائب رئيس الأركان الأوكراني، روسلان أندريكو ، أن إحدى الكتيبة الأوكرانية، استولت على 10 دبابات حديثة من طراز T-80 وخمس مدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز 2S5 Giatsint 152 ملم بعد دخولها بلدة إيزيوم، الشهر الماضي.
وقال: “لدينا الكثير من الجوائز (الأسلحة الروسية) لدرجة أننا لا نعرف حتى ماذا نفعل بها”، مضيفا “بدأنا ككتيبة مشاة، والآن أصبحنا نوعا ما كتيبة ميكانيكية”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
وقال رئيس أركان كتيبة المدفعية الأوكرانية على جبهة خاركيف، إن وحدته تمتلك الآن أربع مدافع هاوتزر ذاتية الدفع 2S19 Msta 152 ملم ، إلى جانب مدافع أميركية الصنع، وذخائر روسية ترجع للحقبة السوفيتية.
وأشار إلى أن القوات الروسية لن تعد تتمتع بـ”ميزة القوة النارية”، مضيفا “لقد حطمنا جميع وحدات المدفعية قبل شن الهجوم”.
وتابع: “بعد ذلك بدأنا في المضي قدما بسرعة كبيرة بحيث لم يكن لديهم ( القوات الروسية) حتى الوقت لتزويدهم بالوقود وتحميل دباباتهم”، مضيفا “لقد فروا وتركوا كل شيء وراءهم”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
موسكو “أكبر مورد” للأسلحة لأوكرانيا
إلى جانب الأسلحة التي تم استولت عليها أوكرانيا خلال انسحاب روسيا من كييف وأجزاء أخرى من شمال البلاد في أبريل، فإن المكاسب الأخيرة حولت موسكو إلى “أكبر مورد للأسلحة الثقيلة لأوكرانيا”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
وأصبحت روسيا أكبر مورد للأسلحة الثقيلة لأوكرانية، متوفقة في ذلك على الولايات المتحدة ودول الغرب، لكن المعدات العسكرية التي قدمها الغرب لكييف “عادة ما تكون أكثر تقدما ودقة”، حسب الصحيفة.
استولت أوكرانيا على 460 دبابة قتال رئيسية روسية ، و 92 مدافع هاوتزر ذاتية الدفع ، و 448 مركبة قتال مشاة ، و 195 مركبة قتالية مدرعة ، و 44 نظاما صاروخيا متعدد الإطلاق”، وفقا لما رصدته “وول ستريت جورنال” عن عدة مصادر.
ومن المحتمل أن يكون الرقم الحقيقي أعلى حيث لا يتم تصوير كل قطعة من المعدات التي الاستيلاء عليها، حسب الصحيفة.
في إيزيوم، استولت أوكرانيا على معدات عكسرية روسية متقدمة، مثل دبابات T-90 ومركبات قتال المشاة BTR-82 المزودة بمدفع آلي.
وخلال انسحابها السريع من المدينة، تركت القوات الروسية وراءها “معدات عسكرية مختلفة”، بداية من دبابات جاهزة للقتال إلى مركبات تحتاج لصيانة، وفقا لتقرير سابق لـ”واشنطن بوست”.
وتم تصوير قائد اللواء 92 الأوكراني، الذي لعب دورا رئيسيا في جبهة خاركيف، هذا الأسبوع، وهو يأخذ جولة في T-90 ، والتي لم تكن جزءا من “الترسانة الأوكرانية قبل الحرب”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
ولم يرسل الحلفاء الغربيون دبابات غربية الصنع إلى أوكرانيا، لكن كييف تلقت حوالي 230 دبابة T-72 مطورة من بولندا وبضع عشرات أخرى من جمهورية التشيك.
وركزت المساعدات الأميركية والأوروبية على تزويد أوكرانيا بمدفعية دقيقة وفقا لمعايير منظمة حلف شمال الأطلسي ، مثل M777 الأميركية الصنع و Paladin ، الألمانية Panzerhaubitze 2000 ومدافع هاوتزر البولندية Krab ، بالإضافة إلى أنظمة صواريخ هيمارس.
ووسعت القوات الأوكرانية هجومها بعد الاستيلاء على بلدة ليمان والتي كانت المعقل الروسي الرئيسي في شمال دونيتسك.
وتتقدم القوات الأوكرانية الآن في منطقة لوغانسك التي تزعم موسكو أنها تحت سيطرتها بالكامل بعدما شهدت بعضا من أعنف المعارك في الحرب في شهري يونيو ويوليو، وفقا لـ”رويترز”.
وفي الجنوب، استعاد الأوكرانيون مساحة شاسعة من الأراضي في منطقة خيرسون على طول الضفة الغربية لنهر دنيبرو، مهددين بعزل آلاف القوات الروسية عن خطوط الإمداد أو الانسحاب، حسب “رويترز”.
الحرة