دوليسياسة

أوكرانيا .. فرصة للاستفادة من “ضعف روسي” والشتاء أحدث أسلحة بوتين

يمتلك الجيش الأوكراني فرصة كبيرة لتحقيق المزيد من المكاسب العسكرية أمام القوات الروسية خلال الفترة القادمة، بينما يعد فصل الشتاء أحد أسلحة بوتين خلال غزو قواته أوكرانيا.

 

فرصة سانحة

لدى الجيش الأوكراني “فرصة سانحة” لتحقيق مكاسب ضد الجيش الروسي خلال الأسابيع الستة المقبلة، وبإمكان القوات الأوكرانية مواصلة دفع الروس في الجنوب والشمال الشرقي، وفقا لتقديرات المخابرات الأميركية.

 

ويقول مسؤولون أميركيون إن “هناك فرصة ضئيلة لحدوث انهيار واسع النطاق للقوات الروسية يسمح لأوكرانيا بالاستيلاء على مساحة شاسعة أخرى من الأراضي، على غرار ما فعلته الشهر الماضي، وفقا لتقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.

 

ويمكن أن تنكسر الوحدات الروسية الفردية في مواجهة الضغط الأوكراني المستمر، مما يسمح لجيش كييف بمواصلة استعادة البلدات في منطقة دونباس وربما الاستيلاء على مدينة خيرسون  والتي تعد “الجائزة الكبرى في الحرب”، حسب الصحيفة.

 

ويرجح المسؤولون الأميركيون والأوكرانيون إمكانية استمرار القتال لأشهر أخرى على الرغم من حقيقة أن الحرب كانت لصالح أوكرانيا مؤخرا.

 

وهناك عدة متغيرات وثيقة الصلة بتغيير مسار الصراع وعلى رأسها “ظروف القتال الأكثر صعوبة في ديسمبر، ومدى استعداد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين لتصعيد القتال”.

 

سلاح الشتاء

من جهة أخرى، تواصل موسكو تصعيدها الجوي ضد كييف، وتقصف بشكل مستمر البنى التحتية في البلاد، وتستهدف بشكل خاص إمدادات الطاقة كجزء من حملة روسية لإجبار الأوكرانيين على الخضوع مع اقتراب فصل الشتاء القاسي، وفقا لتقرير لصحيفة “التايمز” البريطانية.

 

وتقول فالنتينا وهي مواطنة أوكرانية تعيش في حي إيربين بالعاصمة كييف، إنها تفضل الموت من التجمد على السماح لروسيا بالفوز، مناشدة سلطات بلادها بـ”خفض استهلاك الطاقة”، وفقا لصحيفة “التايمز”.

 

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، للأوروبيين، الخميس، إن روسيا تحول شبكة الكهرباء في بلاده “ساحة معركة” عبر الهجمات التي تدفع الناس للهرب إلى أوروبا

 

أوضح زيلينسكي خلال مداخلة أمام مجلس الاتحاد الأوروبي أن “القيادة الروسية أعطت الأمر بتحويل شبكة الطاقة ساحة معركة. وعواقب ذلك خطيرة للغاية، مرة أخرى، بالنسبة إلينا جميعاً في أوروبا”، مضيفا “روسيا تتسبب بموجة جديدة من هجرة الأوكرانيين باتجاه دول الاتحاد الأوروبي”.

 

وتم وضع إجراءاتٍ للحد من استهلاك الطاقة في كل أوكرانيا بعدما دمرت ضربات الصواريخ والطائرات من دون طيار الروسية أكثر من ثلاثين في المئة من محطات الطاقة في البلاد في أسبوع، وفقا لـ”فرانس برس”.

 

وتستهدف موسكو منشآت الطاقة الأوكرانية، كجزء من الحملة العسكرية الروسية الجديدة لتدمير شبكة الكهرباء في البلاد مع اقتراب فصل الشتاء، وفقا لـ”التايمز”.

 

وفوجئ العديد من الأوكرانيين بتصميم روسيا الصريح على تفكيك البنية التحتية للبلاد، والتي تمثل اعترافا بفشل موسكو في ساحة المعركة، وفقا لـ”التايمز”.

 

وتأتي الحملة الجديدة بعد طرد القوات الروسية من رقعة شاسعة في شمال شرق أوكرانيا حول خاركيف وإجلاء المسؤولين الروس من مدينة خيرسون الجنوبية المحتلة، حسب “التايمز”.

 

وفي حديثه على التليفزيون الرسمي الروسي، أكد عضو البرلمان الروسي وقائد الجيش السابق، أندري جوروليوف، أن تدمير شبكة الكهرباء في أوكرانيا سيؤدي إلى “موجة من اللاجئين إلى الغرب لأنه من المستحيل البقاء على قيد الحياة”.

 

وقال “بعد أسبوع واحد من انقطاع الكهرباء، سوف تسبح كييف في (القرف)”، مضيفا “سيكون هناك تهديد واضح بظهور وباء”، وفقا لما ذكرته “التايمز”.

 

ترشيد الطاقة

تركت الضربات الروسية أكثر من 1100 بلدة وقرية أوكرانية بدون كهرباء أو ماء، من سومي في الشمال إلى لفيف في الغرب وزابوريجيا في الجنوب.

 

في العاصمة الأوكرانية كييف، حث رئيس البلدية، فيتالي كليشكو، الشركات والمتاجر والمقاهي والمطاعم على “توفير أكبر قدر” من استهلاكهم للكهرباء في الإضاءة والإعلانات المضيئة.

 

وفي منطقة إيفانو فرانكيفسك في الغرب تم فرض “قيود كبيرة” على عشرين شركة خاصة، الخميس والجمعة، ودعا مورد محلي للكهرباء في بيان السكان إلى “تقليل” استخدامهم لأجهزتهم المنزلية.

 

وتم فرض القيود نفسها في منطقتي لفيف وتشرنيفتسي (غرب) من قبل شركات توزيع الكهرباء من دون تطبيق ذلك “على البنية التحتية الأساسية للمنطقة”، وفقا لما نقلته “فرانس برس” عن بيان لمؤسسة تشيرنيفتسيوبلينيرغو.

 

وقالت الشركة إن “النقل الكهربائي وأنظمة التدفئة والمستشفيات والمخابز على وجه الخصوص ستواصل العمل بدون قيود”.

 

وفي خاركيف (شمال شرق) المدينة الكبيرة التي تعرضت لقصف متكرر من قبل الجيش الروسي منذ فبراير أعلنت المؤسسة المسؤولة عن المترو أنها ستخفض وتيرة القطارات لتوفير الكهرباء، حسب “فرانس برس”.

 

الحرة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى