أعلنت قوات الدفاع الأيرلندية في بيان أن جنديا أيرلنديا من بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قتل في لبنان في وقت متأخر من مساء الأربعاء عندما تعرضت قافلة مكونة من مركبتين مدرعتين، تقل ثمانية جنود وكانت متجهة صوب بيروت، لنيران أسلحة خفيفة.
وأضاف البيان أن فردا آخر من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) حالته خطرة بعد أن خضع لعملية جراحية بعد الواقعة بينما يتلقى جنديان آخران العلاج من إصابات طفيفة.
وقالت قوات الدفاع الأيرلندية “نؤكد ببالع الأسى مقتل أحد جنودنا في قوات حفظ السلام في واقعة خطرة في لبنان الليلة الماضية”.
وأكدت “عدم إصابة أفراد القافلة الأربعة الآخرين وأنهم بخير”.
وقالت إنه “سيتم التحقيق في هذا الحادث”.
وأعلن وزير الخارجية والدفاع في الحكومة الإيرلندية سايمون كونفني في بيان أن عنصراً من الكتيبة الإيرلندية قتل وأصيب آخرون بجروح في الحادثة التي وصفها بـ”الخطيرة”.
وقالت قوات اليونيفيل في بيان، الخميس، إنها تنسق مع القوات المسلحة اللبنانية وتفتح تحقيقا في مقتل الجندي الأيرلندي.
وتابعت اليونيفيل: “في الوقت الحالي، التفاصيل قليلة ومتضاربة”.
ووفق ما ذكرت صحيفة النهار اللبنانية، حصل، مساء الأربعاء، إشكال في منطقة العاقبية بين أهالي المنطقة وقوة من اليونيفيل، وذلك إثر اعتراض الأهالي على مسار الدورية.
وعلى الإثر، سُمع صوت إطلاق نار في المحلة، فيما تعرضت آلية تابعة للقوات الدولية لحادث أثناء محاولة الانسحاب من موقع الإشكال، ما أدى إلى انقلابها، وجرح عناصرها، حسب ما قالت الصحيفة.
إدانات لبنانية
وأبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي “أسفه العميق للحادث الأليم” الذي تعرضت له الدورية الأيرلندية.
وشدد ميقاتي على ضرورة إجراء السلطات المعنية التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث.
ونّوه بالتضحيات التي تبذلها قوات اليونيفيل في سبيل حفظ السلام في الجنوب “بما ينعكس استقرارا على أهل المنطقة ولبنان عموما”.
وأبرق ميقاتي إلى رئيس أيرلندا مايكل دانيال هيغينز والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس معزيا.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية “بأشد العبارات الحادث المؤسف” الذي تعرضت له قوات اليونيفيل في العاقبية.
وقالت الوزارة إنها تتابع باهتمام كبير مع كافة السلطات اللبنانية المعنية واليونيفيل التحقيقات التي باشرتها للتمكن من محاسبة المسؤولين عن الحادث.
وقدمت الخارجية اللبنانية وقيادة الجيش اللبناني تعازيهما لأيرلندا.
واليونيفيل موجودة في لبنان منذ العام 1978، وتضم نحو عشرة آلاف جندي وتنتشر في جنوب لبنان للفصل بين إسرائيل ولبنان بعد نزاعات عدة.
وبين الحين والآخر، تحصل إشكالات بين دوريات تابعة لليونيفيل ومناصري حزب الله، القوة السياسية التي تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، في المنطقة الحدودية التي تعد معقلاً رئيسياً للحزب. لكنها نادراً ما تتفاقم وسرعان ما تحتويها السلطات اللبنانية، بحسب فرانس برس.
وجدد مجلس الأمن الدولي في 31 أغسطس تفويض قوّة يونيفيل لسنة واحدة.
وتضمن قراره تعديلاً يتعلق بحركة قوات اليونيفيل، لناحية منحها حرية الحركة من دون تنسيق مع الجيش اللبناني، ما أثار انتقادات صدر أبرزها عن حزب الله.
وكانت قيادة اليونيفيل تنسّق خلال السنوات الماضية دورياتها وتحركاتها في منطقة انتشارها مع الجيش اللبناني.
الحرة