دوليسياسة

إلى متى يمكن أن تستمر أوكرانيا وروسيا في القتال؟

يتساءل تقرير لموقع “يو أس توداي” عن المدى الذي ستأخذه الحرب الروسية على أوكرانيا، وإمكانية استمرارها، في ظل استبسال الأوكرانيين في الذود عن أرضهم.

 

وبالنظر إلى تصريح الرئيسين الأوكراني والروسي، ليس من الواضح أين ستتجه الحرب، بينما لم تظهر أي بوادر تهدئة قد تضفي إلى الجلوس على طاولة الحوار.

 

استبعاد “الهجوم الروسي الكبير”

بعد عام من بدء الغزو، يبدو أن روسيا استنفدت احتياطيات القوى البشرية والمعدات العسكرية لديها، وليس من الواضح ما إذا كانت موسكو لديها القوة الكافية لشن هجوم جديد كبير ومستمر، إما في موعده مع الذكرى السنوية أو في الأشهر المقبلة، وفقا لمحللين عسكريين في معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن.

 

الهجوم الذي أضحى “غير متوقع” من شأنه، وفق ذات المحللين، أن يمكّن روسيا من الاستيلاء على أراضي جديدة والسيطرة عليها.

 

لكن أوكرانيا تمكنت، عكس رغبة الروس، من استعادة العشرات من المناطق التي خرجت لفترة عن سيطرتها في خيرسون وخاركيف، في الجنوب والشمال الشرقي، في الخريف الماضي، مما أجبر روسيا على التراجع السريع.

 

قال جيفري ليفين، سفير الولايات المتحدة السابق في إستونيا، إحدى الجمهوريات السوفيتية السابقة: “لقد صدت أوكرانيا العديد من التوغلات الروسية، وحمت وحدة أراضيها، واستخدمت بشكل فعال أنظمة الأسلحة المكتسبة حديثًا التي قدمها الناتو وحافظت على الروح المعنوية لمواطنيها وجنودها، بل رفعتها في بعض الأحيان”.

 

مفاوضات؟

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هجوم الربيع الروسي المتوقع قد بدأ بالفعل.

 

واستبعد زيلينسكي أي اتفاق سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من شأنه التضحية بالأراضي الأوكرانية، قائلا مؤخرا إنه “سيجعلنا أضعف كدولة” وأن روسيا “ستستمر في العودة للغزو مجددا”.

 

بوتين من جانبه، اعتبر، الأربعاء، في خطاب مقتضب خلال مهرجان وطني كبير في ملعب لوجنيكي في موسكو، أن روسيا تحارب حاليا في أوكرانيا من أجل “أراضيها التاريخية” ما يوحي أنه ليست لديه نية في التخلي عن أهدافه من الغزو بعد سنة كاملة.

 

وقال بوتين على منصّة أمام حشد ضم عشرات الآلاف من الروس، “اليوم، أخبرتني القيادة (العسكرية) أن معارك جارية داخل أراضينا التاريخية من أجل شعبنا”.

 

وأثناء ظهوره لبضع دقائق فقط، أشاد الرئيس بالعسكريين الروس المنتشرين في أوكرانيا الذين “يقاتلون ببطولة وشجاعة وبسالة: نحن فخورون بهم”.

 

وأضاف أن كل من يدعمون الجيش الروسي “هم أنفسهم مدافعون عن الوطن.. عاملون طبيون وموظفون في قطاع الدفاع والنقل.. أنتم جميعًا الذين جئتم اليوم لدعم مقاتلينا”.

 

حصيلة ثقيلة

منذ بداية الحرب، عانى المدنيون الأوكرانيون من أشكال لا حصر لها من المآسي.

 

وهرب الملايين إلى الخارج أو نزحوا داخليا، كما أدت الضربات الصاروخية الروسية إلى إتلاف أو تدمير السكك الحديدية الأوكرانية والمباني السكنية والمستشفيات والمدارس.

 

وشكل نزوح الأوكرانيين، أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وبينما يعدون الأيام للعودة إلى أوكرانيا “ليسوا متأكدين من أنهم سيعودون فعلا” وفق تقرير لموقع “يو أس توداي” في إشارة إلى عدم اتضاح الرؤية حول مصير الحرب في ظل استمرار المعارك وغياب أي أفق للحوار.

 

وإلى غاية وضع الحرب أوزارها، يسارع الأوكرانيون في كل ركن من أركان البلاد، في “معركة عبثية” لإصلاح البنية التحتية للطاقة التي ضربتها الصواريخ الروسية.

 

وتحققت الأمم المتحدة من إجمالي 7155 قتيلا مدنيا خلال الغزو، بينما تم الإبلاغ عن أكثر من 50 ألف جريمة حرب إلى مكتب المدعي العام الأوكراني، من الاغتصاب الوحشي إلى القتل دون أي عذر.

 

وفي باخموت وأماكن أخرى على طول خط المواجهة البالغ طوله 600 ميل، عانى الجيش الأوكراني من بعض أشد المعارك ضراوة في الحرب.

 

وكانت الأسلحة الأميركية جزءا لا يتجزأ من القتال  وفقا لـ “بايكر” ، وهو اسم مستعار يستخدم لتسمية قائد القوات الخاصة الأوكرانية الذي تعتمد وحدته على طائرات بدون طيار من طراز Switchblade 300 الأميركية الصنع لمهاجمة القوات الروسية هناك.

 

ولم يرغب “بايكر” في كشف هويته أو عمره أو حتى رتبته، لأنه يقود وحدة قال إن الروس يبحثون عنها.

 

أهداف روسية غير مشروعة

وفجر 24 فبراير، بدأ بوتين ما يصفه “عملية عسكرية خاصة” من أجل “نزع سلاح” أوكرانيا والقضاء على “النازيين” فيها، على حد زعمه.

 

وأكد أنه يريد الدفاع عن “جمهوريتي” لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا اللتين أعلن استقلالهما ورعى الحرب التي خاضتها فيهما القوات الموالية لروسيا ضد كييف طيلة ثماني سنوات.

 

بدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء البلاد، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروس حليفة موسكو، في الشرق والجنوب.

 

وأثار الهجوم الروسي، بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب، سيلًا من الإدانات الدولية.

 

وفرض الغرب سلسلة من العقوبات الاقتصادية على روسيا تم تشديدها بمرور الوقت.

 

وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن الاتحاد الأوروبي تسليم أسلحة لأوكرانيا وأرسلت الولايات المتحدة مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية، لتمكينها من حماية أراضيها.

 

الحرة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى