أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أن بلاده “ستفعل كل شيء لتحقيق النصر هذه السنة”، بينما أعلن وزير دفاعه التحضير لشنّ هجوم مضاد على روسيا التي بدأت الحرب على أوكرانيا قبل عام.
وفي ختام كلمة إلى الأمة ألقاها لمناسبة مرور عام على بدء الغزو الروسي لبلاده في فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي قال زيلينسكي: “سنفعل كل شيء لتحقيق النصر هذه السنة”، مضيفا: “نحن أقوياء. نحن مستعدون لكل شيء. سننتصر على الجميع. لأننا أوكرانيا!”.
في المقابل، أعلن الرئيس الروسي السابق، دميتيري ميدفيديف، أيضا أن موسكو “ستنتصر” في أوكرانيا، مؤكدا أن بلاده على استعداد للمضي حتى حدود بولندا.
وقال زيلينسكي “لا بد أن تخسر روسيا في أوكرانيا” مضيفا: “لا بد أن تنسى النزعة الانتقامية الروسية إلى الأبد أمر كييف وفيلنيوس وأمر تشيسيناو ووارسو، وأمر إخواننا في لاتفيا وإستونيا، وفي جورجيا وفي كل دولة أخرى مهددة الآن”.
أما وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، فقد قال إن بلاده تحضر هجوما مضادا ضد الجيش الروسي. وكتب ريزنيكوف على فيسبوك “سنشن ضربات أقوى وأبعد، في الجو، وعلى الأرض، وفي البحر، وفي الفضاء الافتراضي. سيكون هناك هجوم مضاد. نعمل بجهد للتحضير له”.
وظهر زيلينسكي في الفيديو جالسا خلف مكتب يرتدي قميصا أزرق قاتما عليه شعار أوكرانيا، حيث شهد عدد من المدن الأوكرانية فظاعات نسبت إلى القوات الروسية أو التي ترمز إلى الاحتلال أو مقاومة المحتل.
عواصم الصمود
وقال “رأى العالم ما بإمكان أوكرانيا القيام به. هؤلاء هم الأبطال الجدد. المدافعون عن كييف، المدافعون عن أزوفستال. مآثر جديدة حققتها مدن كاملة. خاركيف، تشيرنيغيف، ماريوبول، خيرسون، ميكولاييف، غوستوميل، فولنوفاخا، بوتشا، إربين، أوختيركا. مدن بطلة. عواصم الصمود”.
وأضاف، في الكلمة التي استغرقت ربع ساعة على أن يعقد مؤتمرا صحافيا لاحقا الجمعة في كييف، “لن نغفر أبدا. لن نستكين طالما لم يعاقَب القتلة الروس. من قبل المحكمة الدولية أو بالعدالة الإلهية أو بأيدي جنودنا”.
تضامن عالمي مع أوكرانيا
وكان البيت الأبيض أعلن، الجمعة، تشديد العقوبات على روسيا الرامية بهدف ضرب اقتصادها والحد من إمكان وصولها إلى التكنولوجيات الحساسة مثل اشباه الموصلات.
وطالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة طالبت، في قرار حظي بغالبية واسعة الخميس، بانسحاب “فوري” للقوات الروسية من أوكرانيا، ودعت إلى سلام “عادل ودائم” عشية الذكرى السنوية الأولى للغزو.
لكن من إجمالي 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، حصل القرار غير الملزم على تأييد 141 دولة مقابل اعتراض سبعة دول (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية ومالي ونيكاراغوا وإريتريا)، فيما امتنعت 32 دولة عن التصويت من بينها الصين والهند.
من جهته، أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) الجمعة أنه “مصمم على مساعدة أوكرانيا” على التصدي للغزو الروسي، معتبرا أن موسكو “لم تتمكن من كسر عزيمة الشعب الأوكراني”.
وأعلن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، أن أوكرانيا “ستنتصر بالتأكيد” في النزاع مع موسكو، رغم “عام قاتم من اليأس والدمار” منذ بدء الغزو الروسي لهذا البلد.
كذلك، أعلن رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، أن مجموعة السبع ستدعو خلال قمة افتراضية الجمعة إلى الامتناع عن إرسال أي مساعدات عسكرية إلى روسيا.
وفي فرنسا، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون “تضامن” بلاده مع الأوكرانيين، داعيا إلى “انتصارهم” وإلى إحلال “السلام”.
وفي ألمانيا، قال المستشار أولاف شولتس، في رسالة عبر الفيديو الجمعة، إن (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين “لن يحقق أهدافه الإمبريالية” في هذا البلد.
لكن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أعرب الجمعة عن “تشكيكه” في إمكان أن تلعب الصين “دورا بناء” من أجل السلام في أوكرانيا، بعد نشر بكين وثيقة من 12 نقطة تتضمن اقتراحها للتوصل إلى “تسوية سلمية” للنزاع.
من جهة ثانية، حضر رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إلى كييف الجمعة لتوجيه إشارة دعم “واضحة” لأوكرانيا.
في باريس، أضيء برج إيفل مساء الخميس بلوني العلم الأوكراني. وفي لندن، ستقام دقيقة صمت بحضور نواب ودبلوماسيين قبل مسيرة إلى السفارة الروسية.
خسائر ومقاومة شرسة
دخلت أوكرانيا عامها الثاني من الحرب ضد القوات الروسية الجمعة في الذكرى الأولى لغزو أظهرت في مواجهته مقاومة شرسة، وكسبت مساعدة الغرب في انتكاسات غير متوقعة لبوتين.
وكانت القوات الروسية بدأت عملية غزو الأراضي الأوكرانية في الساعات الأولى من صباح 24 فبراير 2022، لتبدأ أسوأ صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وبعد عام من الغزو، تحولت مدن أوكرانية إلى أنقاض فيما أصبح جزء من البلاد تحت الاحتلال الروسي وسقط أكثر من 150 ألف قتيل أو جريح من الجانبين، وفقا لتقديرات غربية.
لكن الجيش الأوكراني أجبر القوات الروسية على التخلي عن غزو كييف في الربيع، ثم في الصيف والخريف دفعها إلى الشمال الشرقي والجنوب. ومنذ ذلك الحين، ساد استقرار على خط المواجهة، لكنّ الجانبين يستعدان لهجمات جديدة.
وبالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، تطالب روسيا بأربع مناطق أخرى في شرق أوكرانيا وجنوبها.
بوتين يهاجم الغرب
من جهته، هاجم فلاديمير بوتين الغربيين هذا الأسبوع، واتهمهم بشن حرب بالوكالة من أجل “القضاء على” روسيا.
واعتبر الرئيس الروسي الأربعاء في خطاب مقتضب خلال مهرجان وطني كبير في ملعب لوجنيكي في موسكو، أن روسيا تحارب حاليا في أوكرانيا من أجل “أراضيها التاريخية”.
ورغم الصعوبات على الجبهة والخسائر والتعبئة العسكرية، قد لا تحدث ذكرى اندلاع الحرب ردود فعل سلبية كبيرة في روسيا، حيث يقمع أي انتقاد للجيش ويسجن معارضون أو ينفون.
وما زالت روسيا تأمل في احتلال أربع مناطق محتلة جزئيا تطالب بضمها وحيث يتركز القتال، خصوصا حول مدينة باخموت التي لا تزال صامدة رغم التقدم الروسي الأخير.
وأعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية الجمعة أن قواته سيطرت على بلدة بيرخيفكا الأوكرانية في شمال باخموت.
وكتب ميدفيديف المسؤول الثاني في مجلس الأمن الروسي على تطبيق تلغرام الجمعة “سنحقق النصر. نريد جميعا أن يحصل هذا بأسرع ما يمكن. وسيأتي هذا اليوم”.
وأكد أنه يجب “دفع حدود التهديدات لبلادنا إلى أبعد ما يمكن، حتى لو كان ذلك حدود بولندا” المجاورة لأوكرانيا.
وتبنى الغرب منذ عام مجموعة من العقوبات ضد موسكو، مستهدفة عائداتها من الغاز والنفط وقطاعها المصرفي وصناعة الطيران والدفاع. كذلك، قدّم أكثر من 128 مليار يورو كمساعدات لأوكرانيا وفقا لمعهد كايل للاقتصاد العالمي.
الحرة