أصدرت الحكومة الإسبانية، مساء الجمعة، قراراً بإقالة حكومة إقليم كتالونيا وحل برلمانه، ودعت لإجراء انتخابات مبكرة بالإقليم في 21 ديسمبر المقبل في محاولة لإنهاء أسوأ أزمة سياسية تمر بها إسبانيا في 40 عاماً.
وقال رئيس الوزراء، ماريانو راخوي، في خطاب بثه التلفزيون: “نعتقد أن من المُلحِّ الاستماع لمواطني كتالونيا؛ لهم جميعاً؛ حتى يتسنى لنا اتخاذ قرارات بشأن مستقبلهم وحتى لا يتمكن أي شخص من التصرف خارج إطار القانون نيابة عنهم”.
وكانت حكومة مدريد قد تحركت لفرض حكمها المباشر على إقليم كتالونيا وتجريد المنطقة من الحكم الذاتي بعد أقل من ساعة من إعلان برلمان الإقليم استقلاله عن الدولة الإسبانية، في تحدٍّ صادم لمدريد.
ورغم أن إعلان الاستقلال كان متوقعاً فإن تحركات الطرفين تنقل أسوأ أزمة تشهدها إسبانيا خلال أربعة عقود إلى مستوى جديد وربما خطير.
ودعا رئيس وزراء إسبانيا، ماريانو راخوي، إلى التحلي بالهدوء، في تغريدة على “تويتر” نشرت بعد دقائق من إعلان الاستقلال.
وكتب راخوي: “أدعو كل الإسبان للتحلي بالهدوء. حكم القانون سيعيد الشرعية في كتالونيا”.
وتجمع أكثر من ألفي مؤيد للاستقلال خارج برلمان كتالونيا في برشلونة، وأخذوا يرددون: “الحرية”، باللغة الكتالونية، وينشدون أغاني شعبية خلال إجراء التصويت.
وتم الإجراء في البرلمان بعد جلسة صاخبة طغت عليها المناقشات الحماسية بين المؤيدين والمعارضين. ووصفت كتالونيا في المناقشة بأنها دولة مستقلة وذات سيادة وديمقراطية اشتراكية.
وغادر كارلس بوجديمونت البرلمان وسط صيحات “الرئيس”، ثم كتب على “تويتر”: “كتالونيا أرض للحرية وستكون كذلك؛ في الأوقات العصيبة وفي أوقات الفرح، الآن أكثر من أي وقت مضى”.
وسارعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى رفض إعلان الاستقلال، وأعربت عن تأييدها لجهود رئيس الوزراء راخوي للحفاظ على وحدة إسبانيا.
من المتوقع أن يعقد راخوي اجتماعاً لمجلس وزرائه لبدء تنفيذ الإجراءات الخاصة بحكم كتالونيا. وقد يشمل ذلك إقالة حكومة برشلونة، والاضطلاع بالإشراف المباشر على قوات الشرطة في كتالونيا.
وكان راخوي قال في خطاب بمجلس الشيوخ صباح الجمعة: “يجب اتخاذ إجراءات استثنائية عندما لا يكون هناك علاج آخر”.
وأضاف “في رأيي لا يوجد بديل. الشيء الوحيد الذي يمكن عمله ويجب عمله هو قبول القانون والامتثال له”.
ودعت الجمعية الوطنية الكتالونية، وهي أكبر جماعة سياسية مؤيدة لاستقلال إقليم كتالونيا موظفي الحكومة بالإقليم إلى عدم إطاعة الأوامر الصادرة من الحكومة الإسبانية.
وحثت الجمعية موظفي كتالونيا على “المقاومة السلمية” للأوامر.
وانفجرت الأزمة بعدما نظم إقليم كتالونيا استفتاء على الاستقلال في أول أكتوبر، وقالت مدريد إنه غير قانوني.
ورغم تأييد الناخبين للاستقلال فإن نسبة الإقبال لم تتجاوز 43 في المئة بسبب مقاطعة المعارضين للاستقلال للتصويت.
وأثارت الأزمة انقساماً في كتالونيا وأحدثت حالة من الاستياء في أنحاء إسبانيا.
والإقليم أكثر مناطق إسبانيا رخاء، ويحظى حالياً بمستوى كبير من الحكم الذاتي لكن له تاريخ من المظالم التي تفاقمت خلال حكم الدكتاتور فرانكو الذي انتهى في عام 1975 عندما تعرضت ثقافة وسياسات الإقليم للقمع.