أجرى الطبيب “باسل الأصفر” في مشفى “الرحمة” الجراحي بمدينة دركوش بريف إدلب عملية جراحية معقدة، رغم الإمكانات الطبية المتواضعة في الشمال السوري.
وقال الطبيب “باسل الأصفر” في حديث خاص مع وطن إف إم اليوم الأربعاء 6 أيار، إن العملية التي أجراها في المشفى لمريض مشلول شلل رباعي يدعى علي المحاميد 30 عاماً، وذلك بعد سقوطه من ارتفاع شاهق وجيء به إلى المشفى بعد 12 ساعة من الحادثة، مشيرًا إلى أنه تم إجراء الإسعافات الأولية مع صورة طبقي محوري للعمود الرقبي والعمود الفقري بشكل كامل، ولم يظهر المسح الأولي أن هناك كسراً في الفقرات أو انزلاقاً أو خلعاً، وتم إبقاء المريض للمراقبة وعند إعادة الصورة للمرة الثانية كان هناك وضوح بأن هناك كسر في الفقرة الخامسة.
وأضاف “الأصفر” أن ذلك استدعى إجراء رنين مغناطيسي للرقبة، وتبين وجود كسر رقبي خامس مع خلع وتكدم بالنخاع الشوكي، مشيرًا إلى أنه تم إجراء العملية، واستمرت لمدة 6 ساعات متواصلة، واستطاع المريض أن يستعيد حركة الأطراف، وفي اليوم الثاني تمكن من المشي برفقة الكادر الطبي، وفي اليوم الثالث تم تخريجه إلى المنزل وهو بصحة جيدة.
وأشار “الأصفر” إلى أن المستلزمات لم تكن كافية بالمشفى، وتم تأمينها من خلال شركات طبية (شركات تثبيت فقرات) ، مضيفاً أن المعدات التي تم طلبها غير متوفرة في كل المشافي، والشركة التي طلبتها استغرقت يومين حتى أمنتها، وهذا ما تسبب بتأجيل العمل الجراحي لعدة أيام حتى تم تأمين كافة المستلزمات.
وأضاف الطبيب باسل الأصفر أن مشفى الرحمة كان متعاوناً إلى حد كبير وقدم التسهيلات اللازمة للمريض، حيث تم نقله بسيارة إسعاف من المنزل وإليه، برفقة كادر طبي مدرب على التعامل مع مثل هذه الحالات مع إجراء العلاج الفيزيائي اللازم بعد الجراحة.
ويعد الطبيب باسل الأصفر المنحدر من معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي من الأطباء القلائل الذين قرروا البقاء في الشمال السوري بعد هجرة عدد كبير من الأطباء إلى الخارج.
وتعاني مناطق الشمال السوري الواقعة تحت سيطرة المعارضة من ترد في الواقع الطبي، خاصة بعد جائحة كورونا، وتقليل الدعم عن الكثير من القطاعات الصحية.