تجددت لليوم الخامس على التوالي، الاحتجاجات في مدينة السويداء، رفضاً لإجراءات نظام الأسد بإزالة الدعم عن مئات آلاف العوائل السورية، بالتزامن مع استمرار قوات الأسد بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المحافظة.
وقالت شبكة “السويداء 24” إن أعداد المحتجين تقلّصت اليوم الخميس 10 شباط، حيث تجمع عدد من المحتجين في ساحة السير وسط المدينة، لمدة لا تتجاوز نصف ساعة، وجددوا دعواتهم لتنظيم وقفة، غداً الجمعة 11 شباط.
وأضافت الشبكة أن تعزيزات أمنية جديدة وصلت صباح اليوم إلى السويداء، قوامها من “المخابرات الجوية، والعسكرية، وحفظ النظام”، كما لوحظ تعزيز حواجز ونقاط تفتيش في مناطق متفرقة من المحافظة.
وأشارت الشبكة إلى أن قرى المحافظة لم تشهد اليوم أي قطع للطرق، كما كان طريق دمشق السويداء، كان سالكاً اليوم والأمس، بعدما شهد إغلاقاً جزئياً في الأيام الماضية من محتجين عبّروا عن غضبهم من سياسات حكومة الأسد.
إلى ذلك، وزع مشاركون في الاحتجاجات الشعبية، بياناً صادراً عنهم، جاء فيه بحسب ما ذكرت “السويداء 24″: ” تناقلت الأخبار بالصور والمشاهدات الحية وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محافظة السويداء، وهناك من يسوق أن هذه التعزيزات أتت للقضاء على العصابات المسلحة والفلتان الأمني في المحافظة، وإننا نتساءل لماذا لم تأتي هذه الخطوة منذ سنوات التي طالما طالب بها الشارع الشعبي والجميع يعرف أن نشاط العصابات يفوق عمره السبعة أعوام؟”.
وأضاف البيان: “ونتساءل كذلك لماذا تزامن هذا الادعاء مع الاحتجاجات الشعبية الكبيرة التي يقوم بها أبناء المحافظة رداً على قرارات الحكومة الجائرة بحق الشعب السوري وسياسات التجويع المقصود والمجحف المذلة والمهينة للنفوس؟”.
وتابع البيان: “ونستغرب كثيراً ونستنكر قول بعض المسؤولين في السلطة الفاسدة إن المحتجين على قرارات الحكومة والسلطة الأخيرة هم عملاء لإسرائيل ونؤكد بأن هذا القول مجرد كذب لا صحة له ويتلاعب بدماء ومصير هذا الشعب الطيب والكريم، وهنا نقول: متى كانت كرامة المواطن والمطالبة بحقه بحياة كريمة سوى رصيد وطني كبير وحاجز منيع أمام كل المشاريع المشبوهة وتهم العمالة الجاهزة التي طالما كانت حجة للبطش بمن يطالب بحقه منذ سنوات طويلة”.
وأردف البيان: “نحن أصحاب حق ومطالب واضحة في العيش الكريم الذي يليق بنا، وبتاريخ سورية ومستقبل أبنائنا، وسنواصل الاحتجاجات بكل الطرق السلمية والمدنية والحضارية للحصول على حقوقنا ومطالبنا المحقة، ونصر على رفضنا للفساد والمتاجرة بقضايانا المحقة”.
وشهدت السويداء احتجاجات طوال الأيام الأربعة الماضية رفضاً لسياسات نظام الأسد ورفعه الدعم الذي يتم تقديمه لبعض السلع الأساسية.
والأسبوع الماضي، رفعت حكومة الأسد الدعم الذي تقدمه لبعض المواد الغذائية والمحروقات والخبز عن مئات آلاف السوريين، ما أحدث ضجة كبيرة وانتقادات واسعة، خاصة في ظل الغلاء الكبير الذي يضرب معظم السلع.