دخلت الثورة السورية في عامها العاشر دون مؤشرات على قرب حصول التغيير الذي خرج الشعب السوري منذ 2011 لأجله ويتلخص في الحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية، إلا أن زحم الثورة تراجع بسبب الالة القمعية والقنل والاعتقالات والتغييب بحق المدنيين ونتيجة أيضا للتدخل الدولي والتجاذبات بين الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا وإيران، وتبقى الأخيرة المثيرة للجدل بشكل كبير إذ ان المشروع الإيراني العابر للحدود مسألة تهدد السلام والأمن في سوريا وكذلك في العالم وفق منظمات دولية عديدة، إذ تنتشر في سوريا ميليشيات غير نظامية تتبع لإيران ساهمت بالسيطرة على مناطق كثير بعدما فقدت قوات الاسد قدرتها العسكرية بسبب المواجهات مع الجيش الحر والفاصئل العسكرية المعارضة.
ناقشت حلقة إيران في سوريا مصير الميليشيات مع دخول الثورة السورية عامها العاشر واستضافت السياسي السوري محمود عاشور، والناشط د. محمد إقبال، والفنان والمنتج السوري هيثم الحلبي.
ويقول محمود عاشور، منذ بداية عهد حافظ الأسد نشطت إيران في سوريا وحاولت التغلغل إلا أن الحرب الإيرانية العراقية عطلت مؤقتا هذا المشروع، وذكر عاشور أن التغلغل الإيراني جرى في سوريا بشكل هادئ، إلا أن الثورة السورية فضحت المشروع الإيراني وكشفت الأذرع ومنها حزب الله بعد ماكانت شعبية الحزب تتزايد في الإقليم.
وتحدث إقبال عن التغيرات التي حصلت على الأرض بعد مقتل قاسم سليماني إذ أثر هذا الأمر سلبا على الميليشيات التي تتبع لإيران، وأضاف أن هذه الميليشيات ساهمت بشكل كبير في السيطرة على أجزاء واسعة من إدلب وخاصة منطقة معرة النعمان، وأضاف أنهم رأس الحربة في جميع المواجهات العسكرية مع الجيش الوطني.
وأجرى مراسلو وطن اف ام استطلاعا للرأي في شمال سوريا سألوا فيه عن مصير الميليشيات الإيرانية خلال العام العاشر للثورة السورية، ورأى البعض أن هذه السنة ستشهد تراجعاً للنفوذ الإيراني وضعفاً في قدرة الميليشيات الإيرانية كما أن الضربات الجوية الإسرائيلية تحدث فرقا، ورأى اخرون أن من غير الممكن إخراج إيران في سوريا نتيجة للبعد الطائفي وبعد سيطرتهم المياشرة على مناطق كثيرة خاصة بعد مقتل الكثير منهم وبالتالي لن يخرجوا من سوريا بسهولة، ويرى البعض أن انتشار كورونا في إيران سيؤثر على نشاطها خارج سوريا، بينما اعتبر اخرون أن الأمر مرتبط بالمصالح في حال تحققتت مصالح إيران في مناطق اخرى أو في ملفات أخرى ربما تتراجع في سوريا.
