رياضة

ربع نهائي المونديال ينطلق الجمعة.. خرق وحيد يعكر صفو المنتخبات الكبرى

 

عكّر المغرب صفو المنتخبات الكبرى عندما حشر نفسه في ربع نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم، محققا مفاجأة كبرى بتخطيه إسبانيا القوية، فأصبح أول دولة عربية تبلغ دور الثمانية.

 

وقدم المنتخب المغربي، الثلاثاء، أداء استثنائيا حاز على إعجاب خبراء ومحللين رياضيين حول العالم، بعد فوزه في مباراة دور 16 الإقصائية ضد منتخب إسبانيا، المرشح القوي للحصول على الكأس.

 

المغرب فاز بركلات الترجيح بعد أداء بطولي في الدفاع وإغلاق المساحات وشن هجمات مرتدة سببت القلق للمشجعين الإسبان عدة مرات، وحولت ما كان ينظر إليه على نطاق واسع على أنه مباراة سهلة نسبيا لإسبانيا، الفريق المتخم بالنجوم، إلى هزيمة ستتذكرها مدريد طويلا.

 

ووصل المغرب إلى دور 16 بعد فوزه على كندا وبلجيكا وتعادله مع كرواتيا.

 

وفيما كانت المنتخبات الكبرى تقوم بـ”تصفية” من هم أقل مكانة كرويا، كان للمغرب كلمة مختلفة، عندما صدم إسبانيا بطلة 2010 وأوروبا 2008 و2012 بركلات الترجيح، الثلاثاء، وأعادها مبكرا إلى مدريد.

 

تصفية ممثلي القارات “المغمورة” بدأت في ثمن النهائي مع إقصاء هولندا الوصيفة ثلاث مرات الولايات المتحدة (3-1) والأرجنتين أستراليا (2-1) دون مقاومة كبيرة.

 

وفيما تلاعبت فرنسا بطلة 1998 و2018 بمنتخب من القارة العجوز عندما خاضت نزهة أمام بولندا (3-1)، استمتع الإنكليز أبطال 1966 بثلاثية أمام بطل أفريقيا السنغال 3-0.

 

وكانت اليابان الوحيدة التي قاومت من قارة آسيا، لكن ركلات الترجيح لم تسعفها أمام كرواتيا وصيفة 2018 وخصوصا حارسها، دومينيك ليفاكوفيتش، الذي صدّ ثلاث كرات.

 

وأجهزت البرازيل، حاملة اللقب خمس مرات آخرها في 2002، على كوريا الجنوبية 4-1، وسحقت البرتغال سويسرا 6-1 في نزال أوروبي.

 

لكن الخرق الوحيد في ربع النهائي لممثل أفريقي أو آسيوي أو أميركي شمالي، جاء من المغرب البعيد كيلومترات قليلة عن إسبانيا التي جرها إلى ركلات ترجيح كان بطلها حارسه ياسين بونو (3-0).

 

إزاء هذا الخرق المفاجئ، كان مدرب المغرب، وليد الركراكي، صريحا بعد إقصاء إسبانيا بركلات ترجيح تلت التعادل السلبي في استاد المدينة التعليمية.

 

“لست ساحرا”

رداً على سؤال حول سعيه لمنع إيصال الكرة إلى لاعب الوسط الدفاعي، سيرجيو بوسكيتس، قال المدرب الشاب “بالضبط. لقد تقبلنا عدم الاستحواذ. لدينا التواضع لنقول إننا لسنا فرنسا، أو ألمانيا أو إنكلترا للتنافس على صعيد الاستحواذ”.

 

وتابع مدرب الوداد البيضاوي السابق الذي حل بدلا من البوسني، وحيد خليلودجيتش، قبل شهرين من البطولة لخلافات الأخير مع بعض اللاعبين أبرزهم النجم، حكيم زياش، “مع ذلك، فشلت هذه الدول في أخذ الكرة منهم (لإسبانيا). لم يفلح أحد. أنا لست ساحرا”.

 

بعد دور أول خارق تصدر فيه مجموعة نارية، بتعادل سلبي مع كرواتيا، فوز على بلجيكا القوية 2-0 ثم كندا 2-1، هكذا تخلص “أسود الأطلس” من نجوم “لا روخا”: “عملنا أربعة أيام على خطة اللعب هذه. كنا نعرف أن بوسكيتس، غافي، وبيدري، هم المفتاح. أغلق مهاجمونا ولاعبو وسطنا كل زوايا التمرير. كان علينا أن نعرف إلى متى نحن قادرون على الاستمرار. احتُرمت خطة اللعب، ثم جاءت ركلات الترجيح، اليانصيب”.

 

منتج محلي

مع إقصاء ممثلي آسيا، أميركا الشمالية وأفريقيا، بقي المغرب ممثلا وحيدا لقارات لعبت دوما الأدوار الثانوية في كأس العالم.

 

من أصل 21 نسخة في المونديال، توّجت أوروبا 12 مرة وأميركا الجنوبية 9 مرات.

 

وعن تمثيل أفريقيا في ربع النهائي، للمرة الرابعة في تاريخ المسابقة، بعد الكاميرون (1990)، السنغال (2002) وغانا (2010)، قال الركراكي “نسعى أن نكون قاطرة في أفريقيا. القارة تتقدم، والمغرب قام بجهود كبيرة. وصلت عام 2013، ومذاك الوقت شاهدت الملاعب تطور، قام الاتحاد بجهود كبيرة وجلالته (الملك محمد السادس) وفّر الكثير من الإمكانات. بات لدينا اليوم ملاعب على مستوى رفيع، تلقينا تدريبا للكوادر، لدينا ثلاثة أو أربعة لاعبين متخرجين من أكاديمية محمد السادس”.

 

تابع “أنا مثال جيد على ذلك: أنا منتج محلي. تلقيت دبلومي في فرنسا، لكن بلد جذوري منحني الفرصة. يجب أن أرد لهم هذا الجميل”.

 

وبالإضافة إلى عامل الخطة والمدرب، والأرض والجمهور، يمتلك المغرب تشكيلة قوية من اللاعبين، أغلبهم محترفون في فرق أوروبية.

 

ومن بين لاعبي المنتخب المغربي، هناك أربعة فقط لا يحترفون خارج البلاد، وفقا لموقع بطولات الرياضي.

 

ومن أبرز هؤلاء اللاعبين، ياسين بونو حارس المرمى المحترف مع نادي إشبيلية، وأشرف حكيمي، المدافع المحترف مع باريس سان جيرمان، وحكيم زياش لاعب الوسط المحترف مع تشيلسي.

 

وينطلق ربع النهائي يوم الجمعة المقبل، مع تأهل خمسة منتخبات أوروبية، 2 من أميركا الجنوبية والمغرب.

 

ومنذ 2002، لم يتذوق منتخب من خارج أوروبا طعم اللقب، فتوجت إيطاليا في 2006، إسبانيا في 2010، ألمانيا في 2014 وأخيرا فرنسا في 2018.

 

لكن مع العطش الكبير لأرجنتين ليونيل ميسي أو برازيل نيمار، أو حتى برتغال المنبوذ راهنا كريستيانو رونالدو، تبدو المعادلة أصعب هذه المرة.

 

الحرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى