من المنتظر أن يواجه العالم مشكلة خطيرة تتعلّق بالمخلفات الإلكترونية في السنوات المقبلة، إذ أكد المنتدى الدولي لنفايات المعدات الكهربائية والإلكترونية (WEEE) أن 5.3 مليارات هاتف محمول سيذهب إلى مكبات النفايات في عام 2022 وحده.
إلقاء هذا الكم من النفايات الإلكترونية سيعني أن الكثير من المعادن الثمينة التي لا يمكن استخلاصها من نفايات الأجهزة -مثل النحاس في الأسلاك أو الكوبالت في البطاريات القابلة لإعادة الشحن- يجب أن يتم تعدينها وهو أمر يتسبب في تلويث البيئة.
وقال المدير العام لمؤسسة “دبليو إي إي إي” (WEEE) باسكال ليروي، لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” (BBC)، “يميل الناس إلى عدم إدراك أن كل هذه العناصر التي تبدو غير مهمة لها قيمة كبيرة”.
وتقدر المنظمة كذلك أن هناك 16 مليار هاتف محمول في جميع أنحاء العالم، ثلثها تقريبًا لم يعد قيد الاستخدام.
هذه الهواتف، إلى جانب النفايات الكهربائية والإلكترونية من مصادر أخرى، ستنمو إلى 74 مليون طن سنويًّا بحلول عام 2030، وفقًا لتقديرات المنتدى الدولي لنفايات المعدات الكهربائية والإلكترونية.
ما خطوات إعادة تدوير الهواتف المحمولة؟
1-المرحلة الأولية: يقوم مختصو إعادة التدوير بفصل الهواتف المحمولة القابلة لإعادة الاستخدام، وإرسالها إلى بعض الدول النامية. أما الهواتف الأخرى، فيبدؤون بإعادة التدوير. بداية يقومون بفصل البطاريات وغالبًا ما يتم إرسال البطاريات إلى الأقسام التي تعيد التدوير. بعد ذلك، يبدأ تحطيم الهواتف المحمولة، ثم يقومون بتسخين الهواتف المحطمة لدرجة حرارة قد تصل إلى 1100 درجة مئوية.
2-المتابعة: بعد تسخين الهواتف المحمولة المحطمة، يقوم مختصو إعادة التدوير بمعالجة المادة المنصهرة باستخدام بعض المواد الكيميائية القوية. ويؤدي هذا غالبًا إلى تحويل الهواتف المحمولة إلى غبار. بعد ذلك يقومون باستخراج المنتجات المعدنية المهمة، ثم يتم إعادة توجيه هذه المواد المعدنية إلى أشياء أخرى. بالنسبة للمواد البلاستيكية، فيتم تحبيبها وتشكيلها في مواد أخرى.
- المرحلة النهائية: بعد إزالة هذه المواد المختلفة، يقوم المصنّعون بعد ذلك بنقلها إلى أقسام إعادة التدوير المختلفة. وهنا يتم استخدامها لصنع أشياء مختلفة لإعادة استخدامها. وإذا تم استخدامها لصنع أشياء تتلامس مع المواد الغذائية، فيتم إزالة السموم منها أولاً.
كيف نتجنّب هذه العملية المعقدة؟
ما الذي يمكن فعله للحد من مشكلة النفايات الإلكترونية؟ لدى ليروي بعض الاقتراحات؛ “فمن الممكن توفير صناديق التجميع في محلات السوبر ماركت، واستلام الأجهزة الصغيرة المكسورة عند تسليم أجهزة جديدة، وتقديم صناديق لإعادة النفايات الإلكترونية الصغيرة، وغيرها من المبادرات التي تم تقديمها لتشجيع إعادة هذه العناصر”.
لكن يمكننا أن نخطو خطوة أخرى إلى الأمام وببساطة لا نتخلص من الكثير من الإلكترونيات، بل نلجأ إلى الإصلاح بدلاً من الاستبدال.
قد يبدو هذا النهج غير تقليدي. فمن الذي لا يريد استبدال هاتف آيفون جديد لامع بهاتفه القديم؟ لكن الإصرار على السلوك الاستهلاكي سيسهم في تدمير كوكبنا سريعًا.
الحلول الأكثر شهرة
إذا كان الجهاز الإلكتروني لا يزال يتمتع بحياة جيدة، فسيكون من الحكمة إصلاحه والاستمرار في استخدامه، ولا بد من إعادة النظر بدورة حياة المنتجات الأخرى أيضًا.
كما تحتاج الشركات إلى البدء بإنتاج الأجهزة الإلكترونية بما يضمن عملها بكفاءة لمدة طويلة وسهولة إصلاحها عند الحاجة. قد لا يعجب ذلك المستهلكين على المدى القصير، لكنه سيوفر لهم المال على المدى الطويل، كما سيساعد في إنقاذ كوكبنا من مشكلة المخلفات الإلكترونية الهائلة.
أخيرًا، بالنسبة للأجهزة التي لا يمكن إصلاحها، من المهم التفكير في كيفية إعادة تدويرها بشكل إبداعي إلى بدائل مفيدة وأحيانًا أنيقة.
مشكلة المخلفات الإلكترونية كبيرة، لكن مع القليل من التفكير الإيجابي وبعض الأفكار المبتكرة يمكن أن تضمن معالجتها بطريقة حكيمة.
الجزيرة نت