علوم وتكنولوجيا

نماذِجُ النَّوم تُؤثِّر في خطر السكَّري عند النِّساء

أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ النِّساءَ، اللواتي ينمنَ لساعاتٍ إضافيَّة كلَّ ليلة، قد يُواجِهنَ زِيادةً في خطر الإصابة بالسكَّري من النَّوع الثانِي. وجدَ الباحِثون أنَّ النِّساءَ، اللواتي أضفنَ ساعتين إلى فترة نومهنَّ كلَّ ليلة، واجهنَ زِيادةً بنسبة 15 في المائة في خطر الإصابة بالسكَّري من النَّوع الثانِي.

كما وجدَ الباحِثون أيضاً أنَّ اللواتي نمنَ بشكلٍ مُنتظم لستّ ساعات أو أقلّ في الليلة، كانت فُرصُ إصابتهنَّ بالسكَّري من النَّوع الثانِي مُرتفِعةً؛ ولكن قالَ الباحِثون إنَّهم، من بعد أن أخذوا في الاعتِبار عوامِلَ أخرى مثل البدانة، لم تعُد تلك الصلَة مُهمَّةً من ناحِية إحصائيَّة.

قالَ مُعِدُّو الدِّراسة إنَّ النِّساءَ، اللواتي اعتدنَ النَّوم لعدد قليلٍ من السَّاعات، ثُمَّ حاوَلن التعويضَ عن قلَّة النَّوم عن طريق إضافة ساعتين من النَّوم كل ليلة، ازدادت فُرص إصابتهنَّ بالسكَّري بنسبة 21 في المائة.

قالت مُعِدَّةُ الدِّراسة إليزابيث سيسبيدس، من قسم الأبحاث لدى مركز كايسر بيرمانينت في كاليفورنيا: “قد لا تكون زِيادةُ فترة النَّوم، من بعد سنوات سابِقة من قلَّة النوم، بمنزلة حل شافٍ للمشكلة”.

قالَ الباحِثون إنَّ الدراسةَ لا تُؤكِّد على علاقة سببٍ ونتيجةٍ بين السكَّري من النَّوع الثاني وكميَّة النَّوم التي تحصل عليها المرأة في الليلة؛ فبالرغم من أنَّهم وجدوا ارتِباطاً بين تلك العوامِل، يبقى من غير الواضِح ما إذا كانت التغيُّراتُ في نماذِج النَّوم تُسهِمُ في خطر السكَّري أو كان العكس صحيحاً.

وجدَ بحثٌ سابِقٌ أنَّ الأشخاصَ، الذين ينامون لفتراتٍ قليلة أو كثيرة، وتكون عادات الأكل لديهم سيئة ولايُمارِسون التمارين بشكلٍ كافٍ، هُم أكثر عرضة للبدانة والسكَّري من النَّوع الثاني؛ ولكن لا تُوجد أبحاثٌ كافِية حول دور التغيُّرات طويلة الأمد بالنسبة إلى نماذِج النَّوم، بمعنى آخر، ما الذي يحدُث عندما يبدأ الناسُ بالنَّوم لفترات أطول أو أقل مع مرور الزمن؟

رصدَ الباحِثون حالات ما يقرُب من 60 ألف امرأةٍ أمريكيَّة، تراوحت أعمارهنَّ بين 55 إلى 83 عاماً، وتفحَّصَ الباحِثون التغيُّرات في نماذج النَّوم لديهنَّ في الفترة بين العامين 1986 و 2000. وبعدَ ذلك، بحثوا عن أيَّة صِلةٍ بين تغيُّرات النَّوم وحالات السكَّري من النَّوع الثاني التي شُخِّصت بين العامين 2000 و 2012، حيث بلغ عدد النِّساء اللواتي شُخِّصت إصابتهنَّ بالسكَّري أكثر من 3500 امرأة.

قالَ الباحِثون إنَّهم، من بعد أن أخذوا في الاعتِبار عوامِل مثل البدانة، وجدوا أنَّ العلاقةَ كانت مهمَّةً من ناحية إحصائيَّة فقط عند النِّساء اللواتي أضفنَ ساعتين أو أكثر من النَّوم كل ليلة، حيث ازداد خطرُ إصابتهنَّ بالسكَّري من النَّوع الثاني بنسبة 15 في المائة.

قالت سيسبيدس: “يرى بعضُ العلماء أنَّ النَّومَ لفتراتٍ طويلةٍ هو من علامات اضطرابات النَّوم الكامِنة أو الاكتِئاب أو تردِّي الصحَّة، وأنَّ هذه العوامِلَ وليس النَّوم لفتراتٍ طويلة تزيد من خطر السكَّري، ولكن حاولنا في دِراستنا أخذَ هذه العوامِل في الاعتِبار؛ ومع ذلك، لاحظنا وُجود علاقة بين الزِّيادة الكبيرة في فترة النَّوم وزِيادة خطر السكَّري”.

“نحن لا نعلم حتى الآن ما إذا كانت التغيُّرات في نماذِج النَّوم، أي النَّوم لفتراتٍ أطول أو أقلّ، يُمكنها الوِقاية من السكَّري”. “بالنسبة إلى الرِّجال، أشارت بعض الدِّراسات إلى أنَّ النَّومَ لفتراتٍ طويلة يُؤثِّرُ في الرِّجال والنِّساء ولكن بطرقٍ مُختلِفةٍ”.

قالت جيم فيري، من جامِعة بريستول في بريطانيا: “أعتقد أنَّ النَّومَ لفتراتٍ قصيرة قد يُعيق البدن من التعامُل مع سكَّر الدَّم، وربَّما يُعاني الأشخاصُ الذين ينامون لفتراتٍ طويلة من حالاتٍ غير مُشخَّصة لانقِطاع النَّفس في أثناء النَّوم sleep apnea”. “أنصح النِّساءُ اللواتي يُغيِّرن من عادات النوَّم لديهنّ، بحيث تزيد أو تنقص عن ساعتين في الليلة، بإخبار الطبيب حول الأمر”.

المصدر : kaahe

زر الذهاب إلى الأعلى