سياسةمقالات

“غنائم حرب وصراع على النفوذ”.. هل تشهد دير الزور مواجهة مسلحة بين إيران وروسيا؟

من غير المرجح أن يؤثر التنافس الروسي الإيراني على مصلحتهما المشتركة في الحفاظ على نظام الأسد

“عندما يتعلق الأمر بالنفوذ وغنائم الحرب قد يصبح المتحالفان في الحفاظ على النظام السوري (إيران وروسيا) غريمين، الأمر الذي ينذر بمواجهة مسلحة بينهما”، هذا ما توصل إليه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في تقرير أشار إلى أن التنافس الإيراني الروسي على محافظة دير الزور بشرق سوريا قد يتحول إلى مواجهة مسلحة إذا سحبت الولايات المتحدة مزيدا من القوات من شرق سوريا.

وعلى الرغم من ذلك، فمن غير المرجح أن يؤثر هذا التنافس على مصلحتهما المشتركة في الحفاظ على نظام الأسد، بحسب ما ترجم موقع “الحرة” عن المعهد اليوم الأحد 6 أيلول.

وذكر المعهد أن التحالف الدولي لمكافحة “داعش” يحتاج إلى استغلال الانقسام المشتعل بين “الخصمين” الروسي والإيراني من أجل توسيع نفوذهما في شرق سوريا، لتمكين شركائه على الأرض، وإقامة علاقات أقوى مع قادة قبليين.

وبحسب المعهد، فقد اتخذت القوات الإيرانية والروسية في شرق سوريا مؤخرا خطوات توضح تنافسهما أكثر من رغبتهما في مواجهة القوات التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة، ويتمثل هذا التنافس في تشكيل منطقتي نفوذ على الجانب الغربي من نهر الفرات، فعناصر من قوات الأسد ، وتحديدا الفرقة الرابعة والفيلق الخامس الذي تسيطر عليه روسيا تهيمن على الجزء الشمالي من محافظة دير الزور.

أما المناطق الجنوبية، في الميادين والبوكمال، فتهيمن عليها القوات الإيرانية وميليشياتها الشيعية بشكل متزايد، ويرى المعهد أنه إذا سحبت الولايات المتحدة مزيدا من القوات من شرق سوريا، قد يتحول هذا التنافس الإيراني الروسي إلى مواجهات مسلحة وسباق على “غنائم الحرب” عبر النهر، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يؤثر ذلك على مصلحتهما المشتركة في الحفاظ على النظام.

السباق على دير الزور:

في أغسطس 2017، شقت جماعات مختلفة طريقها في وقت واحد نحو محافظة دير الزور من أجل القضاء على تنظيم داعش وزيادة مناطق سيطرتها.

وبينما خاض التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة معركته في شرق الفرات، تقدمت روسيا وإيران ونظام الأسد من الغرب.

ومع تقدم هذه الحملة، بدأ النظام بإعادة بسط سلطته على الشؤون الإدارية في دير الزور من خلال إدارة المخابرات الجوية والشرطة العسكرية وأجهزة الدفاع المحلي والوطني وميليشيا لواء القدس.

ورغم ذلك كانت جهود النظام لفرض السيطرة على الأرض محدودة، وبدلا من ذلك، سُمح لقوات الدفاع الوطني غير النظامية بالانتشار في المنطقة، وارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان ونهب ممتلكات المدنيين والاستيلاء عليها.

عندما خسر تنظيم داعش آخر جزء من أراضيه في مارس 2019، ظل موقع النظام في المنطقة ضعيفا، لا سيما مع استمرار تركيز قوات النظام على جبهة إدلب في غرب سوريا، ونتيجة لذلك، برز فضاء للمنافسة الإيرانية الروسية على الموارد والأراضي في الشرق.

وفي وقت سابق من هذا الصيف، بدا أن طهران لها اليد العليا في هذه المنافسة بسبب مناورات مختلفة من قبل النظام والقوات الروسية، ففي يوليو تموز الماضي، سحبت دمشق الفرقة الرابعة من مقرها في الميادين ونقلت الفيلق الخامس من محافظة دير الزور بالكامل إلى منطقة الرقة.

ويبدو أن قوات الأسد تنوي مغادرة معظم أنحاء دير الزور في الأشهر المقبلة والتركيز في البلدات الرئيسية، حسب المعهد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى