كانت الضربة الجوية، الثلاثاء الماضي 12 كانون الثاني في شرق سوريا، والتي استهدفت عدة أهداف إيرانية، هي الضربة الرابعة المنسوبة إلى “إسرائيل” في الأسبوعين الماضيين.
وقبلها، نُسبت هجمات أخرى إلى “إسرائيل”، لكن الأخيرة فضّلت التزام الصمت، بينما قالت مصادر في مؤسسة الدفاع لصحيفة “هآرتز” الإسرائيلية، إن الهجمات جاءت على خلفية التمركز الإيراني على الحدود السورية العراقية.
إلا أن تقديرات استخباراتية ذكرت، في أوائل عام 2019، أن إيران ستواجه صعوبات في إقامة وجود غربي دمشق بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية والعقوبات المفروضة عليها، وفقا لما نقلته الصحيفة.
وأنشأت إيران ميليشيات بمقاتلين من دول مختلفة في تلك المنطقة، بما في ذلك قوات حزب الله.
وشمل هجوم الثلاثاء الماضي، عشرات الأهداف، بما في ذلك المقرات والمراكز اللوجستية التي تستخدمها إيران والميليشيات التي ترعاها.
وقال مسؤول استخباراتي إسرائيلي في المحادثات المغلقة الأخيرة: “أجرت إيران تقييمًا للأضرار بعد أن أدركت أنها ستواجه صعوبة في العمل بالقرب من الحدود الإسرائيلية ، وأعادت تقييم الوضع غرب العراق”، وفقا لـ “هآرتز”.
ثم تابع “لقد نقلت إلى هناك صواريخ يمكن أن تضرب أي مكان في “إسرائيل”، ويمكن أن تنقلها عبر طريق تهريب إلى مواقع أقرب”.
غارة على مواقع إيرانية في سوريا
ووفق الصحيفة، يشعر مسؤولو المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية بالقلق من أنه بعد تولي الرئيس المنتخب، جو بايدن، منصبه، ستفقد واشنطن اهتمامها بالعراق، ليصبح تابعا بأكمله لإيران.
وهناك أيضًا احتمال أن الولايات المتحدة ستدخل الاتفاق النووي مع إيران، وتخفف العقوبات التي فرضتها على طهران.
ووفقًا لتقديرات المخابرات، يمكن لمجموعة من هذه العوامل أن تشجع الحرس الثوري الإيراني على المخاطرة في العمليات ضد “إسرائيل” ودول أخرى.
وقال مسؤول دفاعي كبير مؤخرًا في مناقشة مغلقة إنه إذا عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي “قد يفهم الإيرانيون أنه ضوء أخضر لمواصلة فعل أي شيء غير نووي”.
وبحسب المصدر، قد يعني ذلك أنهم سيبدأون في شد الحبل أكثر مما فعلوا حتى الآن، وقد يتأثر “حزب الله” أيضًا بهذا.
وقال مسؤول دفاعي سابق للصحيفة، شارك في جهود منع ترسيخ إيران في المنطقة، إن لإسرائيل مصلحة في إظهار للولايات المتحدة أنها لن تقبل التفريق بين الملف النووي وأفعال إيران في سوريا أو مساعدة “حزب الله”، طالما أنهم يشكلون تهديدا استراتيجيا لـ “إسرائيل”.
وأضاف أنه إذا زادت إيران وحزب الله من أنشطتهما في المنطقة، فستحتاج “إسرائيل” إلى “تمديد حدود ‘المعركة بين الحربين’ والحفاظ على النشاط العملياتي دون مستوى الحرب، وتحديد ما إذا كان ذلك كافياً لحل هذه المشكلة”.
وقبل أسبوعين، أثنى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، على عدة وحدات، وتكريمًا لأنشطتها العملياتية، بما في ذلك “المهام ذات الأهمية القصوى لأمن الدولة”.
وكان من بين المستفيدين أسطول غواصة تم تكريمه لـ “عشرات العمليات السرية التي نُفذت في بيئة خطرة تنطوي على تغير مناطق الاحتكاك بين القوى”.
ورغم أن “إسرائيل” تحاول التكتم حول حقيقة العمليات العسكرية التي تنفذها، إلا أن بعض التصريحات من مسؤولين أكدت وقوع مواجهات مباشرة بين إيران و”إسرائيل”.
واستدلت الصحيفة على ذلك بكشف “إسرائيل” مواقع التخصيب النووي الإيراني وأنفاق التهريب التابعة لحزب الله إضافة إلى إفشال محاولات إيرانية بالهجوم، “ما تسبب في حالة إحراج وضياع في الأوساط الإيرانية، حول حقيقة واتساع المعلومات الاستخباراتية لدى إسرائيل”، مضيفة أن اتفاقات التطبيع التي عقدتها “إسرائيل”، بوساطة أميركية، مع عدد من دول الخليج مؤخرا، “قد تساهم في إلقاء نظرة أقرب وأفضل على إيران”.
المصدر: موقع “الحرة”