جددت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، تحذيراتها بشأن تعرض آلاف من طالبي اللجوء لخطر التسمم في مخيم للمهاجرين شيّدته السلطات اليونانية على ميدان رماية عسكري، في جزيرة ليسبوس.
وذكرت المنظمة أنّ عمال الإغاثة والأمم المتحدة وموظفي الاتحاد الأوروبي معرضون أيضاً لخطر التسمم بمادة الرصاص، وذلك لأن ميادين الرماية ملوثة بمواد خطيرة بسبب الذخائر، فضلاً عن أنّ السلطات لم تجر اختبارا شاملا للرصاص أو معالجة التربة قبل نقل المهاجرين إلى المخيم في سبتمبر 2020.
كما أخفت السلطات اليونانية جميع قذائف الهاون غير المتفجرة، وذخائر الأسلحة الصغيرة الحية، بحسب ما نقلته المنظمة عن مهاجرين انتقلوا إلى الموقع.
وكانت وزارة اللجوء والهجرة اليونانية، قد بدأت في أعمال بناء كبيرة في نهاية نوفمبر تشرين الثاني، لتشييد مخيم مافروفوني، دون إجراء اختبارات مناسبة للتربة الملوثة بالرصاص، ما يعرض السكان والعمال بشكل كبير للخطر.
والرصاص معدن ثقيل شديد السمية للبشر عند تناوله أو استنشاقه، خاصة للأطفال الصغار وأثناء الحمل والرضاعة. المستويات المرتفعة يمكن أن تضعف وظائف الجسم العصبية والبيولوجية والمعرفية، ما يؤدي إلى عوائق التعلم والإعاقة، والمشاكل السلوكية، وضعف النمو، وفقر الدم، وتلف الدماغ، والكبد، والكلى، والأعصاب، والمعدة، والغيبوبة والتشنجات، وحتى الموت. يزيد الرصاص أيضا خطر الإجهاض ويمكن أن ينتقل عن طريق المشيمة وحليب الثدي.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” إن المخيم يأوي حاليا 6,900 شخصا، بينهم ما لا يقل عن 118 امرأة حامل و2,552 طفلا، فيما تتواجد عاملة إغاثة حامل واحدة على الأقل داخل المخيم بشكل منتظم.
ونوهت المنظمة إلى أن التحليل الذي أجراه خبراء تقرير المعهد اليوناني للجيولوجيا واستكشاف المعادن أظهر أن نظام الاختبار لم يكن كافيا لتقييم مدى وشدة التلوث بالرصاص في المخيم والمخاطر على صحة الناس، وأن هناك حاجة ملحة لمزيد من الاختبارات.
ولفتت إلى أن التحليل لم يذكر إذا كانت العينات من تربة جديدة أو قديمة، وقلل من مخاطر ارتفاع مستويات الرصاص الموجودة في اثنتين من العينات من خلال الإشارة بشكل غير صحيح إلى معايير أقل صرامة مما ينبغي.
ذكرت الحكومة أن نتائج مستويات الرصاص المأخوذة من عينات التربة في موقع واحد، كانت ضمن الهامش المقبول من خلال الرجوع إلى معايير التربة على مستوى نسبة الرصاص في تربة المناطق الصناعية، وهي معايير مناسبة لهذه المناطق التي يرتدي فيها العمال معدات واقية وعادةً لا يوجد بها أطفال.
ومع ذلك، أخِذت عينات بالقرب من منطقة إدارية داخل المخيم على تل مافروفوني حيث توجد مكاتب لأربع منظمات إغاثة على الأقل، و يعمل عديد من الموظفين هناك بدون معدات واقية مما يعني أن التلوث يؤثر على صحتهم وسلامتهم.
وعلاوة على ذلك، لا يوضح التقرير ما إذا كانت العينات المأخوذة جاءت من مناطق أضيفت فيها تربة جديدة أثناء عمليات البناء. إذا كان هذا هو ما حدث، فهناك خطر من استمرار وجود مناطق في المخيم بها جيوب من التربة القديمة والتي ستحتوي بالتأكيد على مستويات أعلى من الرصاص، ولذلك فإن الاختبارات الشاملة ستكون قادرة على تقييم وتحديد مستوى الأخطار في المخيم.
وكانت هيومن رايتس ووتش، قد أجرت بتوجيه من خبير في الصحة البيئية، محاكاة باستخدام نموذج علمي معترف به لتقدير مستويات الرصاص في الدم للأطفال البالغين من العمر سبع سنوات أو أقل والذين يعيشون في المخيم.
واستخدم النموذج مدخلات متحفظة تفترض أن الأطفال يتعرضون فقط للرصاص من خلال التربة، وليس من خلال الهواء أو الماء أو الطعام، وأنهم لا يحملون تركيزات رصاص موجودة في دمائهم.
ووجد النموذج أن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم سبع سنوات وما دون والذين يتعرضون حتى لفترة قصيرة للمستويات المرتفعة التي قاستها الحكومة يصبحون عرضة لخطر كبير باعتبار أن مستوى الرصاص في الدم أعلى من 5 ميكروغرام/ديسيلتر.
وقد حدد “المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض” أن وجود تلك النسبة من الرصاص في الدم تعد خطرا على الصحة.
الحرة