عزل رئيس النظام بشار الأسد، الثلاثاء 13 نيسان، حاكم مصرف سوريا المركزي، حازم قرفول، في وقت تشهد البلاد أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ عشر سنوات.
ولم تذكر وسائل الإعلام التابعة للنظام ما إذا كان الأسد قد عين بديلا، أو تعلن سبب عزل قرفول.
وكان الأسد، قد أقال أيضا رئيس الوزراء، عماد خميس، في يونيو حزيران الماضي، بعد أسابيع من تفاقم مصاعب اقتصادية وتفجر نادر لاحتجاجات مناهضة للأسد في مناطق تحت سيطرته وعيًن حسين عرنوس، في المنصب.
وخضع قرفول للعقوبات الأميركية، وأفادت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أنه اجتمع، في سبتمبر أيلول الماضي، برجال أعمال سوريين بهدف الحصول منهم على تمويل يهدف إلى تحسين وضع الليرة.
وتعاني الليرة السورية هبوطا حادا وهو ما يرفع التضخم ويفاقم المصاعب التي يواجهها السوريون بينما يسعون جاهدين لتدبير تكاليف الغذاء والكهرباء وسلع أساسية أخرى.
وتعافت الليرة بعض الشيء في الأسابيع القليلة الماضية منذ أن سجلت مستوى منخفضا عند أربعة آلاف مقابل الدولار الأميركي في مارس آذار، وذلك بعد أن شددت سلطات الأسد القيود على السحوبات المصرفية والتحويلات الداخلية وفرضت رقابة على حركة الأموال في أرجاء البلاد لمنع اختزان الدولارات.
وأبلغ مصرفيون ومصادر بقطاع الأعمال، رويترز، أن مصرف سوريا المركزي أصدر تعليمات إلى البنوك لرفع سقف السحوبات المصرفية إلى مليوني ليرة (572 دولارا) من 15 مليون ليرة، وتحرك لكبح حركة الأموال داخل المحافظات بحيث لا تزيد على خمسة ملايين ليرة، وفرض أيضا سقفا يصل إلى مليون ليرة على التحويلات المالية.
وقال محلل اقتصادي في دمشق، فضل عدم الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع، لوكالة فرانس برس إن “أداء المصرف المركزي في المرحلة الماضية كان سلبياً، ولم يؤدّ الحاكم دوره في تدخلات حقيقية” للجم تدهور سعر الصرف في السوق السوداء.
واعتبر أن البلاد بحاجة اليوم، وعلى وقع المتغيرات الاقتصادية، إلى “وجوه أكثر حيوية وقادرة على مواكبة التطورات”.
وتفاقمت الأزمة الاقتصادية في سوريا، بسبب العقوبات الغربية وإجراءات فيروس كورونا، فضلاً عن الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور، حيث يودع سوريون كثر، بينهم رجال أعمال أموالهم.
ويعيش غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر. ويعاني 12,4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وفق برنامج الأغذية العالمي.
ويعاني السوريون اليوم من الارتفاع الهائل في الأسعار، كما ينتظرون ساعات طويلة للحصول على كميات قليلة من البنزين المدعوم، الذي رفعت حكومة الأسد سعره بأكثر من خمسين في المئة، وسط أزمة محروقات حادة.
رويترز – فرانس برس