شهدت أسواق العاصمة دمشق ومحيطها، خلال اليومين الماضيين، انتشاراً واسعاً لعناصر أقسام الشرطة ودوريات “حفظ النظام”، في خطة لتطبيق قرارات الإغلاق الليلي، وفق ما ذكرت شبكة “صوت العاصمة”.
وقالت الشبكة إن دوريات تابعة لـ “حفظ النظام”، وأخرى تتبع لأقسام الشرطة في المدينة، أقدمت على نشر عناصرها في مختلف أحياء العاصمة، قبل بدء موعد الإغلاق المقرر، مضيفة أن الدوريات تركز حملاتها على جميع المحال التجارية، لاسيما محال بيع الألبسة، وتبدأ بتطبيق إجراءات المخالفات فور دخول موعد الإغلاق في الساعة الثامنة مساء.
وأشارت الشبكة إلى أن عناصر الدوريات نظموا عشرات المخالفات خلال اليومين الماضيين في أسواق دمشق، وأنهم بدأوا بتنظيم المخالفات دون انتظار لدقائق.
وأكدت الشبكة أن عشرات الشكاوى قُدمت ضد عناصر الدوريات، جراء المعاملة السيئة لأصحاب المحال التجارية، وطريقة اقتحام محالهم بطريقة وصفوها بـ “الهمجية”، مبينةً أن بعض الأكشاك المعروفة في العاصمة، دفعت رشاوى مالية لعناصر الدوريات، مقابل السماح لهم بالعمل حتى ساعات متأخرة من الليل، شرط تخفيض الإنارة لعدم لفت الانتباه.
غرامات مالية وإغلاق محال المخالفين:
وكشفت “مصادر خاصة” لـ “صوت العاصمة” عن قيمة الغرامات المالية، والعقوبات المفروضة على أصحاب المحال التجارية المخالفين لقرارات الإغلاق الليلي.
وقالت المصادر إن مجلس المحافظة وجه تعليمات تقضي بفرض غرامات مالية بقيمة 30 ألف ليرة سورية على المخالفين، إضافة لإغلاق محالهم “بالشمع الأحمر” لمدة يومين.
وأضافت المصادر أن المحافظة وجهت تعليمات أخرى، بتنظيم مخالفات تتضمن غرامة مالية بقيمة 150 ألف ليرة سورية، وإغلاق كامل لعدادات الكهرباء، على أصحاب المحال الذين يمتنعون عن إطفاء إنارة محالهم الداخلية أو الخارجية.
الحملات ليست مقتصرة على أسواق العاصمة:
الحملات الأمنية لمراقبة تطبيق قرارات الإغلاق الليلي، وتنظيم العقوبات ضد المخالفين، لم تقتصر على أسواق العاصمة فقط، فقد سجلت بلدة “يلدا” جنوبي دمشق مساء أمس، حملة مشابهة نظمت خلالها العديد من المخالفات.
وقالت شبكة “صوت العاصمة”، إن دوريات تتبع لقسم شرطة البلدة، أجرت جولة في سوق البلدة قرابة الساعة السادسة مساء، وأبلغت أصحاب المحال بتطبيق قرارات الإغلاق في موعدها المحدد.
وأضافت الشبكة أن الدوريات عادت لإجراء جولة أخرى بعد حلول وقت الإغلاق، ونظمت العديد من المخالفات بحق أصحاب المحال المخالفين، مؤكدة أن دوريات أخرى أجرت جولات بعد قرابة ساعة واحدة للتأكد من ختم المحال المخالفة بالشمع الأحمر.
وبحسب الشبكة فإن الحركة الشرائية في أسواق البلدة، سجلت تراجعاً كبيراً خلال اليومين الماضيين، كون معظم الأهالي يعتمدون على ساعات الليل في التسوق هرباً من موجات الحر في ساعات النهار، إلا أن قرارات الإغلاق وقفت عائقاً أمامهم، إضافة لخوفهم من السرقات في ظل الظلام الذي يخيم على البلدة بعد الإغلاق.
وكانت “محافظة دمشق” التابعة للنظام أصدرت قراراً في السابع من آب الجاري، يقضي بتحديد أوقات فتح وإغلاق الأسواق التجارية والمطاعم والمحال التجارية، حددت خلاله ساعات عمل الأسواق التجارية من التاسعة صباحاً حتى الثامنة مساءا، ومحال بيع المواد الغذائية والخضار من الثامنة صباحا حتى الـ 12 ليلاً، والأكشاك من السادسة صباحا حتى 12 ليلا، كما حددت مواعيد عمل المطاعم بكل تصنيفاتها من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة الواحدة ليلًا، ومحال بيع الحلويات والعصائر والمثلجات من الثامنة صباحا حتى الواحدة ليلا، وإغلاق صالات الأفراح الساعة 12 ليلا.
وتعمل مراكز التسوق (المولات) من الساعة التاسعة صباحا حتى الواحدة ليلا، والأندية الرياضية من السادسة صباحا حتى 11 مساء، ومحال الحلاقة من التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء، ومقاهي الإنترنت من التاسعة صباحا وحتى الثامنة مساء، وفق ذات المصدر.
وأثار هذا القرار سخطاً واسعاً بين السوريين في مناطق سيطرة الأسد، لكون الكثير منهم يعتمد على العمل بساعات أطول لتحصيل قوت يومهم في ظل الغلاء الكبير وانهيار الليرة السورية مقابل الدولار.