أخبار سوريةإدلبحلبقسم الأخبار

بعد إصداره “قانون حقوق الطفل”.. الأسد يرفع وتيرة القتل بحق الأطفال شمال غربي سوريا

آيات، محمد، مريم، حاتم” أسماء أطفال قتلوا بقصف لقوات الأسد وروسيا، صباح الجمعة، على منطقة جبل الزاوية بريف محافظة إدلب. أمهم التي كانت برفقتهم لم تتمكن من إنقاذ حياتهم أو حتى إسعافهم، وأبوهم فيصل الخليل كان قد خرج باكرا للبحث عن رزقه، وحين عاد وجد نفسه “دون بيت وبلا عائلة”.

 

في الساعات الماضية نشر ناشطون من إدلب ومنظمات إنسانية عبر مواقع التواصل صورة للأب “المكلوم” وهو ينظر إلى أشلاء أطفاله الأربعة بحرقة.

“كانت ملامح العجز والصدمة واضحة للعيان في محيطه. ودعهم وهم نائمون. دفنهم بيديه واحتضن طفله الخامس الذي نجا بأعجوبة”، بحسب ما يقول ناشط إعلامي مقيم في جبل الزاوية في تصريحات لموقع “الحرة”.

 

ويوضح الناشط الإعلامي، عبدو قنطار، أن القسم الجنوبي لمنطقة جبل الزاوية، والذي يضم عشرات القرى والبلدات يشهد تصعيدا غير مسبوقا بالقصف من جانب قوات النظام وروسيا المتمركزة في محيط المنطقة. ويضيف قنطار لـ”الحرة”: “القصف بغالبيته بقذائف الكراسنوبول الروسية، والتي يتم توجيهها بالليزر، بحسب إحداثيات طائرات الاستطلاع التي لا تغادر أجواء إدلب ليلا ونهارا”.

 

وتعتبر قذائف “كراسنوبول” من فئة قذائف المدفعية الثقيلة، وهي روسية الصنع ومن عيار “152 ميلمترا”، وتصنف على أنها قذائف شديدة الانفجار، ودقيقة الإصابة كونها مزودة بنظام توجيه عبر “الليزر”.

 

ويتابع الناشط الإعلامي: “واحدة من هذه القذائف كفيلة بهدم منزل بأكمله وقتل كل الأرواح التي في داخله. طائرات الاستطلاع الروسية ترصد كل شيء بدقة، وفيما بعد تبدأ المدفعية القصف العشوائي”.

 

“الضحايا أطفال”

ليس ببعيد عن منزل إبراهيم الخليل في بلدة كنصفرة بجبل الزاوية، ودع الخميس الثلاثيني محمد مصطفى عجاج أطفاله الثلاثة وزوجته بقصف مدفعي بقذائف “الكراسنوبول”، حيث استهدفت بشكل مركز منزله الواقع في بلدة بلشون بالريف الجنوبي لإدلب.

 

“الدفاع المدني السوري”، وهو منظمة إنسانية، نشر تسجيلا مصورا عبر “تويتر” للأب محمد عجاج، وهو يحاول رؤية أحد ملامح أطفاله الذي تحول إلى أشلاء صغيرة، بقوله: “بس بدي شوف وجهه”.

 

وعنون “الدفاع المدني التسجيل” بجملة: “لم يجد من جسد طفله سوى يده يودعها بغصة وحرقة، يتلمسها بحنان. حتى النظرة الأخيرة حرم منها”.

ومنذ بداية شهر أغسطس الحالي بات المشهد الصباحي الأبرز يوميا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا “مقتل أطفال بقذائف مدفعية النظام السوري وروسيا”.

 

وفي الوقت الذي تسجل فيه المنظمات الطبية والإنسانية حصيلة الضحايا، توثق أيضا أعداد الجرحى، الذين تكون حالة البعض منهم “خطرة”، بسبب البتر الذي قد يطال أيديهم أو أرجلهم.

 

وأشار “الدفاع المدني” الجمعة إلى إصابة طفلين، أحدهما بحالة حرجة، بقصف مدفعي لقوات النظام السوري على مقبرة قرية كفرنوران بريف حلب الغربي، مضيفا: “الطفلان كانا يزوران قبر والدهما”، فلاحقتهما القذائف.

 

“430 هجوما في شهرين”

من جانبه يقول مسؤول المكتب الإعلامي في “الدفاع المدني”، فراس خليفة إن فرقهم الإسعافية استجابت منذ الحملة العسكرية على إدلب، بداية شهر يونيو، لأكثر من 430 هجوما من قبل قوات النظام روسيا على منازل المدنيين. ويضيف خليفة لموقع “الحرة” أن تلك الهجمات تسببت بمقتل أكثر من 107 أشخاص، من بينهم 35 طفلا و19 امرأة، بالإضافة إلى متطوعين اثنين.

 

كما جرح خلال ذات الفترة أكثر من 277 شخصا، نتيجة الهجمات، من بينهم 69 طفلا وطفلة تحت سن الـ 14، بحسب مسؤول المكتب الإعلامي في “الدفاع المدني”.

 

“إرهاب لجميع الأطفال”

 

وكان حوالي 3.5 مليون شخص قد فروا إلى الشمال الغربي هربا من المعارك في أجزاء أخرى من البلاد، وسط ظروف معيشية مزرية تفاقمت منذ انهيار العملة السورية، العام الماضي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

 

ليلى حسو، مديرة الاتصال والدعوة في شبكة “حراس الطفولة”، وهي مؤسسة خيرية تعمل على حماية الأطفال في سوريا، تقول: “منذ أقل من أسبوع أصدر النظام السوري قانونا جديدا خاصا بحقوق الطفل، وتنص المادة 3 منه على حق الطفل في الحياة والبقاء والنماء”.

 

القانون أكد أيضا على “دور الدولة ومؤسساتها في حماية الطفل السوري ورعايته”. وتضيف حسو في حديث لموقع “الحرة”: “الأطفال الذين توفوا بالقصف في إدلب سوريين ويحملون الهوية السورية. هناك انتهاك واضح بالقوانين المحلية بغض النظر عن القوانين الدولية التي وثقت مئات الانتهاكات”.

 

وترى المتحدثة أن الذي يحصل “ليس مجرد وفاة طفل”، بل هناك أبعد من ذلك، مشيرة: “وفاة طفل سوري يعني إرهاب جميع أطفال المنطقة. ما يحدث هو إرهاب”.

 

وتوضح: “الأطفال الذين توفوا باتوا أشلاء والآباء لم يعثروا على وجوه أطفالهم. ما الذي سنتوقعه عندما يشاهد أصدقاء الطفل التسجيلات المصورة التي وثقت وفاته. الأصعب من ذلك كيف سيتعاملون مع فكرة الموت وفكرة الإرهاب التي تحصل”.

 

“بعد القانون الجديد”

وفي الخامس عشر من الشهر الحالي كان رئيس النظام، بشار الأسد قد أصدر “قانون حقوق الطفل”، بعد شهر من إقرار مجلس الشعب على مشروع القانون الخاص به. ويهدف القانون رقم (21) المتضمن قانون حقوق الطفل، إلى “تعزيز دور الدولة في حماية الطفل ورعايته وتأمين التنشئة والنماء والتأهيل العلمي والثقافي والنفسي والاجتماعي لبناء شخصيته بما يمكِّنه من الإسهام في مجالات التنمية كافة”، بحسب وكالة “سانا”.

 

وبحسب المادة (14) من المبادئ العامة للقانون: “للطفل الحق في الحماية من أشكال العنف كافة، وخاصة الإساءة البدنية، أو المعنوية، أو الجنسية، أو الأخلاقية، وغير ذلك من أشكال الإساءة في المعاملة، وله الحق في الحماية من الاستغلال، والإهمال، والتقصير، والتشرد، والأخطار المرورية، والممارسات الخطرة”.

 

ونصت أيضا على أن “تكفل الدولة إصدار التشريعات واتخاذ التدابير الإدارية والاجتماعية والتربوية والوقائية لتوفير هذا الحق”. وسبق وأن دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى حماية الأطفال، بعد توثيق مقتل عشرات الأطفال في عدة هجمات استهدفت مناطق جبل الزاوية بريف محافظة إدلب.

 

وقال المدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تيد شيبان، في بيان صدر في الثالث من يوليو الماضي إن “هذه الهجمات هي الأسوأ منذ مارس 2020”.

 

وأضاف: “إنها حقا مأساة، هذه الهجمات هي الأسوأ منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة في مارس من العام الماضي. لن يؤدي تصعيد العنف إلا إلى فقدان أرواح مزيد من الأطفال”.

الحرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى