كشفت مصادر إعلامية موالية أن العائلة السورية بحاجة إلى ما يقارب 750 ألف شهرياً، من أجل مواجهة برد الشتاء لهذا العام في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء.
وقال موقع “أثر برس” الموالي إن الشارع السوري ينشغل بالبحث عن مصادر التدفئة في ظل تردّي أوضاع التيار الكهربائي وتخصيص 50 ليتراً فقط لكل أسرة عبر “البطاقة الذكية”، الأمر الذي تسبب بإشعال السوق السوداء للمحروقات والحطب في غالبية المحافظات، لكن لدمشق خصوصيتها من الأسعار المرتفعة.
وبحسب المصدر، فإن سعر ليتر المازوت في السوق السوداء يصل لـ 3500 ليرة سورية، ويتم بيعه بعملية سرية تقارب كونه من المواد المخدّرة أو المهرّبة، كما يحتاج الأمر لوجود “وسيط” يعرف الطرفين بشكل جيد ويضمن للبائع أن الشاري لن يتسبب له بمشاكل، وبالقياس على أن كل منزل يستهلك ما بين 5-7 ليتر في أيام البرد، فإن كلفة يوم التدفئة الواحد تصل إلى 17500 – 24500 ليرة سورية، وبعملية حسابية أخرى فإن شهر تدفئة متواصل قد يصل إلى ما يقارب 735 ألف ليرة سورية.
وأوضح المصدر نفسه أن ارتفاع السعر تسبب بتوجه البعض نحو مناطق الريف للحصول على “المازوت الزراعي”، من قبل بعض الفلاحين الذين يفضّلون بيع جزء من مخصصاتهم لتشغيل محرّكات الري والآليات الزراعية لتحقيق نوع من الوفر.
كما لفت المصدر إلى صعوبة التدفئة عبر الغاز المنزلي، وذلك بسبب عدم توفر الغاز والأرقام العالية لسعرها عبر السوق السوداء، فيما يُباع الحطب مجهول المصدر في أسواق ريف دمشق بسعر يتراوح بين 850 – 1000 ليرة للكيلو الواحد، وتحتاج عملية التدفئة ليوم واحد ما يقارب 5 كيلو غرام في الحد الأدنى أي ما يقارب 5000 ليرة، وهذا رقم يفضي لـ 150 ألف ليرة سورية لتدفئة شهر متواصل، وفق ذات المصدر.
وكان وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة الأسد، عمرو سالم، أعلن أن 70% من العائلات السورية لم تحصل على مازوت التدفئة، التي بدأت عمليات توزيعها قبل نحو 4 أشهر عبر ما يُعرف بنظام “البطاقة الذكية”.
ونقلت وسائل إعلامية موالية تعميماً أصدره سالم وجاء فيه أن نسبة توزيع مازوت التدفئة من قبل “الشركة السورية لتخزين وتوزيع المشتقات البترولية” (محروقات) بلغت 30% من النسب المستهدفة من السكان، حتى تاريخ الجمعة 26 من تشرين الثاني.
وفي شباط 2021، خفَض النظام مخصصات السوريين من مازوت التدفئة بمقدار النصف لتصبح 100 ليتر بدل 200 ليتر.
ويأتي تقصير حكومة الأسد في توزيع مازوت التدفئة على السوريين في وقت دخل فيه فصل الشتاء، مع انقطاع طويل للكهرباء، ما يهدد الكثير من العوائل السورية بمواجهة قاسية مع البرد.
ويعدل راتب الموظف في مناطق سيطرة الأسد قرابة 70 ألفاً إلى 100 ألف في أحسن الأحوال، وهو مبلغ لا يكفي لشراء أبسط اللوازم الأساسية.