كشفت مصادر إعلامية موالية ارتفاع أسعار التبغ المُصنَّع محلياً في السوق السوداء بمعدل يتراوح بين 100 و500 ليرة سورية، وذلك بعد ارتفاع أسعار الدخان وفقاً للتسعيرة الرسمية.
ونقل موقع “أثر برس” الموالي عن مجموعة من أصحاب البسطات، قولهم، إن ارتفاع سعر “الحمراء الطويلة القديمة” الحكومي لـ2000 ل.س، حد من مرابحهم الشخصية، إذ يحصلون عليها من تجار الجملة بتسعيرة المفرق، أي أن رأس مال العلبة الواحدة هو 2000 ليرة وليس أقل من ذلك، لكن الاتفاق غير المعلن من باعة البسطات على بيع هذا النوع من التبغ بـ2200 ليرة جاء نتيجة تقديرهم لكون القدرة الشرائية لمدخني الأصناف الوطنية لا تسمح لهم بمربح يزيد عن 10% من قيمة رأس المال.
ونقل عن أحد الباعة قوله: “أخجل من رفع الأسعار بما يزيد على 200 ليرة، المواطن لم يعد يقوى على مواكبة الأسعار”، في حين قال آخر: “زيادة التسعيرة خصمت من مرابحنا، ربما يظنُّ المسؤولون أننا نربح الملايين يومياً لذا قرروا أن يقاسمونا هذه المرابح”.
ولفت المصدر إلى أنه يوجد في السوق نوعان من الحمراء الطويلة، الأول لون ورقة القصدير التي تغلف سجائر العلبة من الداخل فضي، وهذه تُعرف بأنها “حمراء سورية”، على حين توجد نوعية يصفها الباعة بالسيئة من ناحية الجودة، وتغلف داخلياً بورقة قصدير ذهبية اللون وتعرف باسم “حمراء عراقية”.
ويقول الباعة: “لسنا متأكدين إن كانت هذه النوعية من الحمراء الطويلة القديمة التي صنّعتها مؤسسة التبغ أو أنها مزورة، لكننا نميزها بتسمية “العراقية” كون الطلب عليها قليل نتيجة سوء تصنيعها”.
وأشار إلى أن بعض باعة البسطات قرروا بيع الحمراء الطويلة بسعر 2500 ليرة سورية، وعند سؤالهم أحدهم أجاب: “لست أرحم من الحكومة، أريد تحقيق ربح يمكّنني من تأمين مستلزماتي اليومية، وما أبيعه هي الحمراء السورية وليست العراقية، لأنها مرغوبة أكثر”.
وهناك أصناف لم تزد أسعارها عن 100 ليرة مثل “الحمراء الطويلة البيضاء”، والتي تباع الآن بسعر 2000 ليرة بدلاً من تسعيرتها الحكومية بـ1900، ويتخوف الباعة من فقدان بعض أنواع التبغ في الأسابيع القادمة ليتم رفع سعر الجملة من التجار، إذ إن عادة قبول التجار بمرابح قليلة مسألة لا يُتوقع أن تبقى طويلاً.
وكانت “المؤسسة العامة لصناعة التبغ” في سوريا رفعت أسعار منتجاتها ليصل سعر الحمراء الطويلة إلى 2000 ليرة بعد أن كانت تسعيرتها القديمة 725 ليرة سورية، ما يعني أن الزيادة على السعر قاربت 300%.