أخبار سوريةإدلبحلبقسم الأخبار

الواقع المعيشي شمال سوريا.. بين وهم الإعلام والحقيقة المرّة!

ترتفع معدلات البطالة بشكل كبير بين العمال السوريين بمختلف مهنهم في مناطق شمال غرب سوريا وبشكل تدريجي، مما ينذر بكارثة إنسانية قادمة على أبواب شهر رمضان نتيجة انخفاض دخل النسبة العظمى من السكان وانخفاض سعر صرف الليرة التركية وشح الدعم الدولي الإنساني للمخيمات ومراكز اللجوء التي تضم آلاف المهجرين من المناطق التي سيطرت عليها قوات الأسد.

وأصدر مكتب “منسقو استجابة سوريا” تقريراً عن قضية البطالة ضمن المجتمع المحلي السوري، والتي تعد أبرز القضايا التي تحتاج إلى حلول جذرية وتترافق مع آثار سلبية أبرزها هجرة الشباب وارتفاع معدلات الجريمة وزيادة مستويات الفقر بين السكان حسب التقرير.

وأكد” منسقو الاستجابة ” أن نسبة البطالة بين السكان المدنيين قد وصلت إلى 88.74℅ بشكل وسطي بسبب قلة فرص العمل وقلة الخبرة وضعف الكفاءات الوطنية والتدريب وعدم متابعة الخريجين ودعمهم حسب قولهم.

 

ارتفاع الأسعار بشكل دائم 

ويرى “محمد أبو أحمد ” مهجر من معرة النعمان في حديثه لوطن اف ام، أن الوضع المعيشي أصبح غاية في الصعوبة حيث تحتاج العائلة لأكثر من 250 دولاراً في الشهر ولا يستطيع العامل تأمين 100 دولار خلال عمل المياومة المؤقت والمتأثر بالظروف الاقتصادية والجوية خلال فصل الشتاء الذي يحتاج إلى مصاريف تدفئة ومدارس للأطفال فضلاً عن الغلاء المستمر للمواد الغذائية والاستهلاكية بسبب انخفاض الليرة التركية.

بينما قال “محمود الحسن” المهجر من ريف إدلب الجنوبي إنه لا يوجد حلول بيد الشباب، فكل سنة تأتي أسوأ من التي قبلها مع قلة الفرص المتاحة خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي ترتفع فيه الأسعار والمتطلبات المختلفة، ويرى أنه يحتاج بشكل يومي من 10 إلى 12 دولاراً كحد أدنى للمصاريف اليومية لعائلته مع اعتماده على الضروريات.

تخفيض الدعم الدولي وإيقاف عدد من المشاريع 

“عماد أبو زهير” موظف في إحدى المنظمات الإنسانية وخسر عمله بعد إيقاف مشروعه من المنظمة العاملة في إدلب بسبب توقف دعم معظم المشاريع التنموية فجأة من قبل الجهات المانحة والتي تسببت بخسارة فرص العمل للموظفين والمواطنين المستفيدين من المشروع، وفق ما يقول في حديث مع وطن اف ام.

وتابع أبو زهير حديثه “العشرات من المشاريع التنموية والاغاثية تم إيقافها أو تخفيض الدعم عنها من قبل المانحين هذا العام خلال فصل الشتاء الحالي، ويبدو ذلك نتيجة توجه الدعم الدولي إلى عدة دول تعاني من الحروب وظروف إنسانية مشابهة لسوريا وبسبب برودة الملف السوري على المستوى الدولي” حسب قوله.

 

ازدهار اقتصادي صوري في إدلب 

وعلى الرغم من كل وجود هذه المشاكل الاقتصادية، يرى ناشطون أن المناطق الخاضعة للمعارضة تزدهر بشكل كبير من خلال بناء المولات التجارية وتطوير البنية التحتية خاصة تطوير الشوارع والأبنية والتي شهدت نقلة نوعية خلال السنتين الماضيتين، ما يصوّر إدلب كمنطقة متحضرة، بينما يقول آخرون إن ذلك عكس الواقع الذي يعيشه السوريون، حيث قسم مجتمعهم الى طبقتين غنية وفقيرة جداً مع سحق الطبقة الوسطى بشكل كامل وأن العديد من هذه المشاريع الضخمة لا تحل من مشكلة البطالة التي تحتاج إلى مشاريع إنتاجية وأعداد كبيرة من العمال.

وأكد فريق “منسقو استجابة سوريا” أن أكثر من مليوني نازح ومهجر ضمن المخيمات يعاني منهم أكثر من 94% منهم صعوبات كبيرة في تأمين الغذاء.

وأكثر من 134 ألف نازح متضرر نتيجة الهطولات المطرية منذ بداية الشتاء الحالي التي أدت إلى أضرار في أكثر من 412 مخيماً، مما يُصنّف الأوضاع داخل المخيمات كمنطقة كوارث نتيجة العوامل الجوية الحالية التي تضاف إلى العوامل الأخرى.

بلال حسين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى