قال بيان مشترك للمنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، آدم عبد المولى، والمنسق الإقليمي للأزمة السورية، رامناتن بالكرشنن، إنهم يتابعون عن كثب التطورات المقلقة في المنطقة، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية تدفق آلاف السوريين واللبنانيين إلى محافظات ريف دمشق وحمص وطرطوس في سوريا.
وأضاف البيان أنهم يرحبون بقرار حكومة الأسد فتح جميع المعابر الحدودية أمام المدنيين القادمين من لبنان فراراً من الأعمال العدائية في سعي للنجاة بحياتهم، موضحاً أن معظم الوافدين يعانون من الصدمة، حيث أفادت بعض العائلات أنها استغرقت يومين للوصول إلى الحدود، بينما عبر آخرون جبالاً وعرة سيراً على الأقدام، ووصلوا في حالة من الحاجة الماسة والإرهاق.
وأكد البيان المشترك على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى “خفض التصعيد في المنطقة وتداعياته البعيدة المدى”، مؤكداً أنه لا يمكن تحمل أعباء المزيد من حالات الطوارئ الإنسانية، وأن “قدرة الناس على التحمل تجاوزت حدود القياس”.
ووفق البيان فإن الأمم المتحدة وشركاؤها يعملون بالتنسيق مع “الهلال الأحمر السوري”، وتحشد استجابة فورية لتوفير المياه والغذاء والفرش والبطانيات وغيرها من المواد غير الغذائية الأساسية، فيما يتمركز الشركاء الإنسانيون على الحدود لمراقبة الوضع وإجراء عمليات تقييم الاحتياجات الإنسانية.
وأشار إلى أنه “في سوريا، يحتاج 16.7 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، في حين تسجل الاستجابة الإنسانية نقصاً في التمويل، فحتى الآن، تم تلبية ما يزيد قليلاً عن 25 % من المتطلبات المالية”.
وطالب بيان “أوتشا” المشترك المجتمع الدولي أن “يتحد لمنع المزيد من المعاناة”، مشدداً على أن “مسؤوليتنا الجماعية تقتضي التحرك بسرعة وفاعلية”.
والخميس 26 أيلول، قالت وكالة أنباء الأسد “سانا” إن وزارة الصحة في حكومة الأسد وجهت تعميماً لمديريات الصحة في ريف دمشق وحمص وطرطوس ودمشق ومشافي الهيئات العامة بتوفير الخدمات الصحية للنازحين من لبنان مجاناً.
ويتضمن التعميم “تقديم الخدمات الطبية الإسعافية العلاجية والتشخيصية في المشافي بشكل مجاني للوافدين القادمين من لبنان، والتأكيد على جاهزية منظومة الإسعاف للاستجابة عبر النداء 110، ومن خلال تواجد سيارات الإسعاف في المنافذ الحدودية، وبأعداد تتناسب مع الحاجة”.
كما وجه التعميم “بتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية كاملة بشكل مجاني للقادمين من خلال المنافذ الحدودية، ومن خلال المراكز الصحية في أماكن وجود الوافدين، بما فيها خدمات الصحة الإنجابية والمسح التغذوي والدعم النفسي وتقديم كل اللقاحات ضمن البرنامج الوطني الموسع”.
كما تضمّن التعميم “تقديم الخدمات الصحية المتعلقة بالأمراض المزمنة والسارية، والتقصي الوبائي للوافدين ومتابعة توافر الأدوية والمستلزمات ووسائل التشخيص والاستقصاء لكل الحالات المرضية، إضافة إلى وضع جميع المشافي والمراكز الصحية بحالة جاهزية تامة وتطبيق الخطة العامة للطوارئ”.
وأكدت وزارة الصحة ضرورة “رفد المعابر الحدودية بسيارات إسعاف مجهزة مع الفرق الطبية اللازمة والضرورية لاستمرار العمل على مدار الساعة وتوفير متطلباتها، والتنسيق مع بقية الخدمات والجهات المعنية في المحافظة، كما طلبت موافاة مديرية الإسعاف والطوارئ في الوزارة بالتقارير الدورية وإعلام مديرية الإسعاف والطوارئ عند الحاجة للدعم من المحافظات المجاورة”.
وكان نائب محافظ ريف دمشق التابع لنظام الأسد، جاسم المحمود، زعم أن المحافظة أنهت استعداداتها لاستقبال القادمين من لبنان، من حيث فتح مراكز الإيواء وتجهيزها بالأغذية والأغطية والألبسة وغيرها.
وأضاف المحمود بحسب ما نقل عنه موقع “أثر برس” الموالي أن المراكز لم تستقبل أحداً لغاية هذه اللحظة لكنها جاهزة لأي طارئ”، مشيراً إلى أن أغلب الوافدين من لبنان حالياً جاؤوا إلى منازل أقاربهم.
ولفت نائب محافظ ريف دمشق جاسم المحمود إلى “توجيه الجهات المعنية كافة في المعابر الحدودية بالمحافظة لتقديم كل التسهيلات المطلوبة، وتنظيم الأمور بشكل منضبط بحيث لا تتشكل أي ازدحامات أو عرقلة على المعبر”.