نشرت صحيفة ” فايننشال تايمز” البريطانية صور أقمار صناعية تظهر حفر الجيش الإسرائيلي خندقاً على طول الحدود السورية مع هضبة الجولان السورية المحتلة، مع تعزيز دفاعاته هناك.
ويظهر التحليل أن الخندق بطول لا يقل عن 7 كيلومترات، وعرض يصل إلى 20 متراً، في بعض الأماكن، فيما أشارت الصحيفة إلى أن العمل عليه بدأ منتصف أب/أغسطس الماضي، من الحدود الجنوبية لسوريا.
وأبلغ المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن الأمم المتحدة، بأن بعثة “الأندوف” قد شهدت “نشاطاً إنشائياً” للجيش الإسرائيلي بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح، بين إسرائيل وسوريا، لافتاً إلى أن البعثة لاحظت وجود دبابة إسرائيلية وجرافات تعبر خط وقف إطلاق النار إلى المنطقة، من دون تحديد الموقع الدقيق للجرافات.
وأكد بيدرسن للأمم المتحدة في نيويورك، تنفيذ جيش الاحتلال بعض الأنشطة الإنشائية بالقرب من منطقة فصل القوات في الجولان، فيما نقلت الصحيفة عن شخص على معرفة مباشرة، أن بعثة “الأندوف” لاحظت تعزيز إسرائيل مواقعها الدفاعية في الجولان، على بعد أقل من 1.5 كيلومتر من 3 نقاط تابعة لها، تقع قرب أعمال الحفر الحديثة.
وقال حيد حيد، الزميل الاستشاري في معهد تشاتام هاوس ومقره لندن: “يبدو أن إسرائيل عززت دفاعاتها على طول خط المواجهة مع جنوب سوريا”.
وبالتزامن مع شنّ إسرائيل عدواناَ على غزة ولبنان، فإن التصعيد في سوريا سيشكل خطراً جديداً على نظام بشار الأسد، المعتمد على مستشارين عسكريين روس وقوة جوية روسية، ودعم إيران وميليشياتها، بحسب الصحيفة.
وقال تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا وبرنامج مكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن المخاوف تتزايد من أنه “رغم أن بشار يبدو مصمماً على إبقاء الدولة السورية خارج المشاركة المباشرة في الأعمال العدائية الإقليمية، فإن هذا قد لا يكون ممكناً إلى الأبد”.
ورأى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “قد يختار في الواقع إشراك سوريا بشكل مباشر أكثر، لإجبارها على أن تصبح جزءاً من المعادلة، وفي هذه الحالة ستكون الخطوط الدفاعية في الجولان ذات أهمية حيوية”.
وردّ مسؤول إسرائيلي كبير على سؤال حول عمليات وأهداف إسرائيل في سوريا، قائلاً إن “على الأسد أن يختار جانبه”، فيما يقيّم محللون أن “بشار الأسد يفضل تجنب استجلاب رد إسرائيلي قاسٍ”.
جدير بالذكر أن إسرائيل توغلت أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية في ريف القنيطرة، دون أي تحرك من قبل نظام الأسد.
المدن – متابعات