زار وفد أممي رفيع المستوى مخيمات النازحين في محافظة إدلب، لتقييم الوضع الإنساني وتحديد الاحتياجات المستقبلية للسكان بعد التطورات الأخيرة في سوريا وسقوط النظام المخلوع.
ترأس الوفد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، يرافقه نائب المنسق الإقليمي ديفيد كاردن، في أول زيارة من نوعها للمنطقة بعد إسقاط نظام الأسد.
وشملت الزيارة مخيم اللج في منطقة الدانا شمالي إدلب، حيث التقى الوفد عدداً من العائلات النازحة للوقوف على التحديات التي تواجههم وبحث سبل تعزيز الدعم للعودة الطوعية إلى مناطقهم.
شهدت الزيارة تنظيم جلستين توعويتين حول التوثيق المدني ومخاطر الألغام، بتنفيذ من هيئة الإغاثة الإنسانية بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة وبتمويل من صندوق التمويل الإنساني لسوريا، وناقش المشاركون تجاربهم ومعاناتهم عند العودة إلى مناطقهم المدمرة.
كما زار الوفد مدرسة مؤتة داخل المخيم، حيث بحث مع الطلاب والأساتذة تحديات التعليم في ظل نقص التمويل، وأطلعه فريق جمعية “عطاء للإغاثة الإنسانية” المشرفة على المدرسة على العقبات التي تعيق استمرار العملية التعليمية.
وفي ختام الزيارة، أكد توم فليتشر على التزام الوفد بنقل صورة واقعية لما يواجهه النازحون في شمال سوريا إلى الدول المانحة، لحشد الدعم المالي اللازم وضمان عودة النازحين إلى منازلهم والمساهمة في بناء مستقبل سوريا.
يذكر أن فريق “منسقو استجابة سوريا” قال قبل يومين إن آلاف العائلات النازحة في مخيمات الشمال السوري تواجه صعوبات متفاقمة مع دخول فصل الشتاء، حيث تزيد الظروف الجوية القاسية من الأضرار وسط نقص حاد في الدعم الإنساني.
وأشار الفريق في بيان إلى أن المخيمات تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية، مما يجعل الحياة اليومية تحدياً مستمراً للعائلات التي هجرت منازلها منذ أكثر من عقد.
وأضاف أن ضعف البنية التحتية والإهمال الإنساني يزيد من الأضرار، في ظل استجابة لا ترقى إلى تلبية الاحتياجات الأساسية.
ورغم المناشدات المستمرة، يعاني النازحون من نقص التمويل والدعم، مما يعوق تأمين الاحتياجات الملحة من الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
تأتي هذه الأزمة في وقت تعاني فيه المخيمات من تأثيرات الشتاء القاسية، بما في ذلك الفيضانات وتدمير المساكن المؤقتة.
ويعاني النازحون، الذين يعتمدون على المساعدات، من ظروف صعبة وسط استمرار دعوات لتوفير استجابة عاجلة وشاملة.