أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ينس لارك، أن سوريا بحاجة إلى الاستثمار بالاستقرار الطويل الأمد، من خلال إعادة بناء الخدمات الأساسية مثل الكهرباء وتأمين دخل مستدام للسكان.
وأضاف المسؤول الأممي أن دعم إعادة الإعمار طويلة الأمد في سوريا لا يدخل ضمن نطاق المهمة الإنسانية المباشرة للمنظمة، مشدداً على أن التركيز سيبقى منصباً على تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة.
ودعا المسؤول الأممي إلى منح الأولوية القصوى لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والمياه النظيفة، واصفاً هذه الاحتياجات بـ”الأكثر إلحاحاً”، مشيراً إلى أن مكتب أوتشا يدعم أنشطة “التعافي المبكر” الرامية إلى معالجة الاحتياجات الحرجة، وفي الوقت نفسه تمهّد الطرق أمام حلول مستدامة مثل إصلاح مصادر المياه والاستثمار في أنظمة الري.
وأوضح أن الأمم المتحدة وجّهت نداءً العام الماضي لجمع 4.1 مليارات دولار من أجل دعم 10.8 ملايين شخص، لكنها لم تتمكن سوى من جمع ثلث المبلغ المطلوب، مؤكداً أن هذا النقص في التمويل يُعرقل تقديم المساعدات الضرورية لدعم السوريين في ظل ظروف بالغة الصعوبة.
يذكر أنه خلال شهر كانون الأول الماضي، زار وفد أممي رفيع المستوى مخيمات النازحين في محافظة إدلب، لتقييم الوضع الإنساني وتحديد الاحتياجات المستقبلية للسكان بعد التطورات الأخيرة في سوريا وسقوط النظام المخلوع.
ترأس الوفد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، يرافقه نائب المنسق الإقليمي ديفيد كاردن، في أول زيارة من نوعها للمنطقة بعد إسقاط نظام الأسد.
وشملت الزيارة مخيم اللج في منطقة الدانا شمالي إدلب، حيث التقى الوفد عدداً من العائلات النازحة للوقوف على التحديات التي تواجههم وبحث سبل تعزيز الدعم للعودة الطوعية إلى مناطقهم.